الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
شماتة بعض الصحف  فى قضية «روزاليوسف»!

شماتة بعض الصحف فى قضية «روزاليوسف»!

أسندت السيدة «روزاليوسف» إلى الأستاذ «عبدالعزيز الصدر» رئاسة تحرير مجلتها بعد القبض على الأستاذ محمد التابعى والأستاذ إبراهيم خليل، واستهل «عبدالعزيز الصدر» عمله ومسئوليته بكتابة مقال نارى يهاجم فيه الصحافة التى وقفت شامتة وسعيدة فى محنة «روزاليوسف» وتوقفها عن الصدور.



وجاء فى مقاله أيضًا: «لست أريد أن أحاسب فردًا منكم ولكننى أسر إليكم فى آذانكم أن ليس هذا من الخلق الطيب، وأن «روزا» لن يخلو مكانها فتشغلونه بمجلاتكم وجرائدكم على حد من يقول: «أهى غارت جتها داهية»، بل ستظل مجاهدة وستظل فى عملها!

وقد لا يرضيكم ما أقول ولكن هى الحقيقة والحقيقة لا ترضى وأننى لأشعر أن أحدكم وقد شعر بأنه أخطأ فإنه الساعة يتوارى خجلا!

ومضى الأستاذ «عبدالعزيز الصدر» موجهًا كلامه إلى جموع الصحفيين قائلاً: ارحموا أسرة الصحافة إن كنتم تريدون بها خيرًا، وتريدونها أن ترتقى وتتقدم، لا تنتهزوا الفرصة، فقد يأتى دوركم أنتم والآخرون ولكننا لن نكون مثلكم.

وإن أنسى لا أنسى ذلك العطف الكبير الذى كان من قراء «روز» فقد شاءوا أن يمطرونا وابلا من الأسئلة عنها وعن يوم عودتها وإنها لمكرمة نسجلها لهم هنا.

ونحمد لهم تشجيعهم ونثنى عليهم ونعترف بجميلهم ونغفر لأولئك جميعا ما يصنعون!

انتهى المقال واللافت للنظر أن الأستاذ عبدالعزيز الصدر لم يذكر فى مقاله أسماء الصحف التى هاجمت «روزاليوسف» فى ذلك الوقت، لكن الأستاذ الكبير «صبرى أبوالمجد» ينشر فى كتابه المهم «محمد التابعى» واحدًا من هذه المقالات فى مجلة «النيل» لصاحبها «فرج سليمان فؤاد»، المقالة على صفحة كاملة وهى مليئة بالسباب والشتائم.

وتكتب «روزاليوسف» فى ذكرياتها: وعلى الرغم من عودة المجلة إلى الظهور لم أطق الإقامة فى باريس، وعبثًا حاول زوجى أن يقنعنى بالبقاء، وعبثًا أخافنى من ركوب البحر فى فصل الشتاء، لم أعبأ بكل هذا وحملت طفلتى «آمال» على كتفى وركبت البحر فى 21 فبراير وكان البحر هادئًا على غير المعتاد.

وفى عدد «روزاليوسف» الصادر فى 28 فبراير سنة 1928 أى بعد وصول السيدة «روزاليوسف» بأسبوع تكتب فى المجلة مقالا مهمًا عنوانه «كلمة ينقصها شىء من الصراحة بمناسبة قضية روزاليوسف» قالت فيه:

شاءت ظروف قاسية أن تنزعنى من جوار زوجى وأن تقتلعنى من بلد تذوقت فيه إلى جانب الفن أبدع مظاهر الحرية فى القول وفى العمل وفى الجد وفى المزاح.

وها أنا قد تركت باريس وسماءها الرمادية، استقبل شمس مصر الدافئة واستجلى معالمها البيضاء وأنا استمع إلى تفاصيل ما اصطلحوا على تسميته قضية «روزاليوسف» الأسبوعية السياسية يقصها علىّ أحد أصدقائى والقطار ينهب بنا الأرض نحو القاهرة.

احتجبت «روزاليوسف» عن قرائها بإرادة مديرها المسئول وعلى غير مشتهى صاحبتها، ووجد ذباب الصحافة وأذنابها مجالًا للتشهير بصحيفة تخطت فى عامين ما درجه غيرها فى عشرين، وانطلق الموتورون المردودون عن أبوابنا ينادون بمروقنا عن المألوف فى النقد والأدب.. هكذا كان؟ إذا لم يسمح لى بأن أقول: عين سوء أصابتنا فلمن تسمحون؟

ليتنى عملت بنصيحة «صباح» مربية زوجى فاطلقت البخور فى دار هذه الصحيفة قبل سفرى من مصر، وليتنى عقلت على باباها خمسة وخميسة وحدوة حصان، ولكن الأمر لله ولأوليائه الصالحين.

وتمضى «روزاليوسف» قائلة: ها هما اثنان من أسرة هذه المجلة وأصدقائها يعيشان فى ظل الاتهام، الأول مديرها المسئول ـ أحمد حسن ـ والثانى صديق طالما ناصرنا بعطفه وقلمه ـ التابعى ـ ها هما اليوم وقد قدما للقضاء، وفى مصر والحمد لله قضاء عادل ـ يقلقان راحتى كل يوم بأن أضرب لهما «الودع» واستنطق «الكوتشينة» عما يخبئه لهما الغد من مفاجآت!

وللذكريات بقية!