الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أساطين وملوك عرش التلاوة

أساطين وملوك عرش التلاوة

وصف الوليد بن المغيرة أفصح من أنجبت قريش فى زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن الكريم  فقال: «والله لقد سمعت من محمد  كلامًا؛ ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن؛ والله إنَّ له لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أعلاه لَمُثمِر، وإنَّ أسفَلهُ لَمُغدِق، وإنّه يعلو ولا يُعلى عليه».



أصوات المصريين وآذانهم مختلفة عن جموع المسلمين فى الشرق والغرب، ودولة التلاوة المصرية على مدار قرون طويلة متربعة على عرش قراءة القرآن منذ زمن طويل. 

والقصة الشهيرة المعروفة عندما سُئل ذات مرة إمام الدُعاة الشيخ  محمد متولى الشعراوى عن رأيه فى أصوات القراء وهم: الشيخ شعبان الصياد والشيخ محمود خليل الحصرى والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمد رفعت والشيخ محمد محمود الطبلاوى؟ فقال: إن أردنا عذوبة الصوت فالشيخ الصياد، وأحكام التلاوة فالحصرى، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبدالباسط عبدالصمد، وإن أردنا النفس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وأن أردنا قوة الصوت فالطبلاوى وإن أردنا هؤلاء جميعًا فالشيخ محمد رفعت.

وأنا من المحبين لواحد من جيل العظماء وهو فضيلة الشيخ الأستاذ السيد متولى عبد العال - رحمة الله عليه - الذى برع وذاع صيته فى أوائل الثمانينيات فلم يكن يخلو منزل فى قرية من قرى القليوبية والمنوفية والشرقية من شريط مسجل بصوته لسورة يوسف فزاع صيته من الشرقية إلى كل المحافظات المجاورة للشرقية ومنها إلى  القطر المصرى ومن القاهرة ومساجدها الشهيرة إلى العالمية شرقًا وغربًا. 

وُلد الشيخ السيد على أربعة من أخواته البنات وذهب به والده وهو فى الخامسة من عمره وقدمه إلى الشيخة «مريم السيد رزيق» التى تعهدته بالحفظ والتلقين ودراسة أحكام التجويد.

وكرم الشيخ سيدته مريم عندما كان يردد ذكرها فى وسائل الإعلام عن فضل من علمه القرآن  فى  مرحلة الطفولة : «ولولا الشيخة مريم وفضلها عليّ ما استطعت أن أحفظ القرآن بهذا الإتقان». 

بالأمس كنت أشاهد بثًا مباشرًا على الفضائية المصرية يبث من دار القرآن الكريم بالعاصمة الإدارية الجديدة.. البث استمر ما يقرب من الساعتين وزيادة.. كبار القراء فى هذا العصر يتوسطهم القارئ الطبيب أحمد نعينع وحوله القراء الكبار فضيلة الشيخ محمود الخشت والشيخ الطاروطى والمراغى وغيرهم من دولة التلاوة فى عصر الجمهورية الجديدة. 

هذه سُنة حميدة وحسنة طيبة من الدولة أن يستمع المصريون كل صباح وعلى إحدى القنوات الرئيسية للإعلام المصرى ختمة مجودة تنطلق من مكان طاهر وأرض جديدة كانت منذ عهد قريب «صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء» وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس. كلام الله دائمًا ما يأتى بالخير وينزل بالسكينة على الناس وما تقوم به الدولة فى هذا الإطار يستحق الإشادة والتقدير ويأتى فى إطار الحفاظ على دولة التلاوة المصرية التى سادت العالم وما زالت. 

اعترف بالتقصير فى كثير من الأحيان أن أكتب فى الشأن السياسى وأمر مرور الكرام على بعض القضايا الدينية والأخلاقية التى تخص المجتمع المصرى وإن شاء الله سنعرج على الكثير من الشأن الدينى للمسلمين والأخوة الأقباط وبإذن الله سنكتب سلسلة من المقالات عن رحلة العائلة المقدسة لمصر والتى يتزامن ذكراها هذه الأيام.. تحيا مصر.