سلاح المعلم
من الأخبار المعتادة والتى تتناقلها وكالات الأنباء تلك الخاصة بإطلاق نار فى مدرسة أو معهد أو جامعة فى الولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة بـ School shooting وهى حوادث متكررة تحولت بالفعل إلى ظاهرة لدرجة أن هذا الحدث يتم تصنيفه على حسب عدد الضحايا ففى حالة أن يكون القتلى أكثر من 4 يطلق عليه «حادث إطلاق نار جماعى» mass Shooting وتنقله وكالات الأنباء و تركز عليه فيما لا تكترث كثيرًا بالحوادث التى يكون عدد القتلى فيها أقل من ذلك.
هذا الأمر غريب على مجتمعاتنا الآمنة بفضل الله وهو أمر مرتبط إلى حد ما بسهولة إجراءات اقتناء الأسلحة فى الولايات المتحدة، أما عن دوافعه المعلنة فتتنوع بين وجود خلل أسرى أو غياب الرقابة الأبوية أو بسبب مرض نفس أو عقلى أو بأسباب متعلقة بتعاطى المخدرات وشرب الخمور، أما عن الدوافع فيأتى التنمر والإحساس بالاضطهاد على رأسها يليها دوافع الانتقام أو البحث عن الاهتمام والتقدير أو حتى وصولًا إلى الرغبة فى الانتحار بصورة ملفتة للنظر.
نتائج هذه الحوادث تتنوع بين وجود قتلى أو مصابين إصابات بالغة أو طفيفة وصولًا إلى حالات لم تحدث فيها وفيات أو إصابات على الإطلاق وهنا وبالنظر إلى بعض الإحصائيات الراصدة لهذه الظاهرة منذ عام 1970 وحتى الآن ومنها الإحصائية الصادرة عن مركز الدفاع والأمن الوطنى Center for Homeland Defense and Security والمتاحة على موقعه الإلكترونى على شبكة الإنترنت نجد أن أقل عدد مسجل لحالات الوفاة بلغ 3 حالات فقط فى أعوام 1976 و أكبر عدد بلغ 51 حالة عام 2018 و بلغ 50 حالة فى 2022 أيضًا، أما عن الإصابات فبلغ 8 حالات فقط عام 2000 فيما بلغ العدد أعلى قيمة له بـ111 حالة عام 2022. وتأتى 43% من الحالات من الطلاب أنفسهم وهى النسبة الأكبر لتصنيفات الأفراد ويحدث 22.6% منها فى مرفأ السيارات الملحق بالمنشأة التعليمية، يليها نسبة 9.8% فى قاعات الدراسة ويكون أغلبها بنسبة 18.1% فى الفترة الصباحية.
هذا الأمر كان ولايزال وسيزال مثار جدل ونقاش على كافة الأصعدة والمستويات حتى أن بعض المقترحات أشارت إلى ضرورة تسليح المعلمين وتدريبهم على استخدامها وذلك للحد من الآثار السلبية والنتائجة المتوقعة وهو اقتراح لم يقابل بالترحيب المتوقع ففى استطلاع رأى أجرى على المدرسين أفاد بأن 54% منهم يرون أن هذا المقترح سيجعل المدارس أقل أمانًا حال تنفيذه فيما أشار 20% من المبحوثين إلى العكس أى أنه سيجعل المدارس أكثر أمانًا فيما أفاد 26% منهم بأنهم لن يؤثر على الأمن و الأمان على الإطلاق.
