الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى التوليدى

الذكاء الاصطناعى التوليدى

هذه الأيام الحديث لا ينقطع عن الذكاء الاصطناعى وهو حديث ممتد يشارك فيه الجميع، ما بين مؤيد ومعارض، وما بين مرحب ورافض تدور العديد من النقاشات والمؤتمرات والندوات وورش العمل واللقاءات الإعلامية أيضًا، وهنا وبعد عدة أشهر طفا على السطح مسطلح يبدو جديدًا وهو الذكاء الاصطناعى التوليدى Generative Artificial Intelligence وهو فى الحقيقة ليس أمرًا جديدًا بل هو المتوقع والمفهوم لدى الكثيرين على أنه الأمر الطبيعى لأى منظومة من منظومات الذكاء الاصطناعى.



والحقيقة أن الأمر ليس كذلك، فهناك فارق كبير بين الذكاء الاصطناعى التقليدى Traditional Artificial Intelligence  وبين الذكاء الاصطناعى التوليدى، فالأول قد يراه بعض المتخصصين لا يندرج تحت علم الذكاء الاصطناعى على الإطلاق، فالأسلوب الذى تعمل به محركات البحث أو الألعاب الإلكترونية ونتائج البحث فى قواعد البيانات وغيرها هى عبارة عن قدرة هائلة للحاسب من خلال البرمجيات المتطورة تسمح باستخراج النتائج المخزنة من قبل ولكن ربما يأتى هذا بسهولة وسرعة وفى نسق منضبط فقط، أما الذكاء الاصطناعى التوليدى فهو الجزء من الذكاء الاصطناعى الذى يستطيع فيه النظام توليد محتوى جديد معتمدًا على البيانات المهولة التى تم تخزينها فيه من قبل، وبالرغم من أن المحتوى الجديد يعتمد تمامًا على البيانات السابقة إلا أن قدرة البرمجيات أو الخوارزميات على التعامل مع تلك البيانات بحثًا وتحليلًا وربطًا بين عناصرها وصولًا إلى إعادة الصياغة والخروج بمحتوى جديد لم يكن مخزنًا من قبل فإن هذا ما يميزه ويعطى وصف «توليدى» القوة والمعنى.

فعلى سبيل المثال فإن برامج المحادثة ومعالجة النصوص مثل ChatGPT تقع تحت بند الذكاء الاصطناعى التوليدى ببساطة لأن ما يصدر عنها هى مواد جديدة لم تكن موجودة من قبل وبنفس الأسلوب فإن برامج الذكاء الاصطناعى المستخدمة فى معالجة الأصوات أو الصور أو مقاطع الفيديو لتقوم بإنتاج -أو توليد-محتوى جديد هى من نفس النوع أيضًا.

مثال آخر لتوضيح الفكرة، تصور أن لدينا آلافًا من الصور لأهرامات الجيزة وآلافًا من الصور للمطرب الفيس بريسلى، الذكاء الاصطناعى التقليدى يمكنه البحث واسترجاع أى صورة من تلك الصور فى ثوانٍ معدودة، أما الذكاء الاصطناعى التوليدى فإنه يستطيع إنتاج صورة جديدة للمطرب الراحل يغنى تحت سفح الهرم وهو ما لم يكن موجودًا فى أى من الصور المخزنة من قبل.