السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رواية كل 8 ساعات

رواية كل 8 ساعات

أعلن أحد كتاب روايات الخيال العلمى والذى يدعى تيم بوتشر عن قيامه بكتابة 97 رواية فى تسعة أشهر فقط باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى ويقصد بها تطبيق ChatGpt لكتابة النصوص وتطبيق MidJourney  لتوليد الرسومات، يتراوح حجم كل كتاب بين 2000 و 5000 كلمة وتشمل عددا من الصور تتراوح بين 40 و 140.



يقول المؤلف- إن جاز لنا ان نسميه كذلك- إن الكتاب الواحد يستغرق بين 6 و 8 ساعات فى المتوسط والبعض الآخر لا يستغرق اكثر من ثلاث ساعات حتى ينتهى ويكون صالحا للنشر وأنه يخطط لكتابة الف كتاب فى الفترة القليلة القادمة.

ويشير أيضا إلى أن ما يقوم به هو نوع من أنواع العصف الذهنى بينه وبين التطبيق ليقوم بإعداد الرواية وليس اعتمادا كليا على التطبيق للقيام بها كاملة ثم يقوم بعد ذلك بطرحها للبيع على شبكة الانترنت بسعر يتراوح بين 2 و 4 دولارات وأنه قد قام بالفعل ببيع حوالى 500 نسخة حتى الآن.

ومن الجدير بالذكر أنه وحتى شهر فبراير الماضى قام عدد من الأشخاص بالاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعى لكتابة 200 كتاب تم طرحها على موقع امازون الشهير يصنف أغلبهم ضمن ادلة الذكاء الاصطناعى وقصص الأطفال.

ومحليا أصدرت إحدى دور النشر اول رواية عربية مكتوبة من خلال تلك التطبيقات أيضا ولا اعتقد انها ستكون الأخيرة أيضا فالتطور سريع وكبير واستخدامات الذكاء الاصطناعى التوليدى أضحت منتشرة لتوليد محتوى مكتوب ومرئى ومسموع أيضا وهو ما يفتح الباب لعدد من التساؤلات ومن المخاوف حول مستقبل الابداع البشرى وقدرات الانسان على تطويره والاستمرار فيه كما أن الأمر يمس مستقبل البحث العلمى وأسلوب التعليم فى المدارس والجامعات وما بعدها أيضا.

هذه القضية لا تزال فى بداياتها ولكنها تفتح الباب إلى العديد من القضايا المرتبطة، ليس فقط التأثيرات السلبية على الابداع الطبيعى التقليدى ولكن أيضا لقضايا أخرى متعددة حول الملكية الفكرية وحقوق المؤلف والمبدع وكذا أيضا على المسئولية الأخلاقية والتنظيمية وكيفية كشف ومحاربة الانحيازات الموجودة فى تلك التطبيقات.

قد تشعر عزيزى القارئ بأن الأمر ليس بهذه الدرجة من الدقة ومن الأهمية ولكن دعنى أصارحك بكم المشاعر المتضاربة التى شعرت بها بعد قراءة مقال ثم قراءة رواية وأعجبنى أسلوب ومحتوى الكتابة وهممت بأن أشكر وأثنى على كتابهما قبل أن ألجأ لأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتى أكدت لى أن ما اعجبنى ليس من ابداع هؤلاء البشر ولكنها نتاج سريع لتلك التطبيقات وهو ما لم أستطع اكتشافه بسهولة، ربما لأننى لم أكن أتوقع أن تكون تلك الاعمال الرائعة من صنع التطبيقات ولكننى على أية حال بدأت بالفعل فى الشك فى اغلب ما يصل لى من اعمال تماما مثلما بدأت فى الشك فى اى لوحة او عمل فنى يعجبنى وألجأ إلى أحد التطبيقات للتعرف على العمل والكشف عما اذا كان عملا جديدا خالصا ام نقلا من عمل قديم ام مولد بالكامل من خلال احد تلك التطبيقات أيضا.