الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإذاعة غرام  محمد عبدالوهاب!

الإذاعة غرام محمد عبدالوهاب!

كان الموسيقار الكبير «محمد عبدالوهاب» واحدا من عشاق الراديو، وكان صاحب مقولة أنا أقرأ بأذنى، وكان يدرك أهمية الإذاعة فى نشر ورواج ألحانه وأغانيه.



ويحكى الأستاذ مجدى العمروسى أحد شركاء شركة صوت الفن مع عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ فيقول:

كان الأستاذ «عبدالوهاب» لا يغلق الراديو أبدا، ولا يهدأ من البحث وراء المحطات وكان يحرص على سماع كل جديد، ولم يكن يظهر أى لحن جديد إلا ويسمعه عبدالوهاب، ولو وجد فيه إتجاها يستحق الاهتمام فإنه يهضمه ويستوعبه ويحاول محاولات موسيقية فى نفس الاتجاه، ولكن بذوق وفن وشياكة وخبرة تجارب محمد عبدالوهاب.

وكان عبدالوهاب إذا انتهى من تسجيل ما، فإنه يرسل نسخة مختصرة منه إلى الإذاعة بعد أن يكون قد أوصى الجميع بإذاعة الأغنية وتكرار إذاعتها!

وكان يتبع الشريط تليفونيا حتى يطمئن إلى وصوله إلى المكان الذى يجب أن يذهب إليه، فكان إذا علم أن الشريط أصبح مع الساعى «فتوح» مثلًا لكى يسلمه إلى الاستديو يظل وراء «فتوح» حتى يكلمه، وعندما يرد عليه يقول الأستاذ «عبدالوهاب»: إيه يا فتوح بك سلمت الشريط.. إبقى فوت علىّ علشان عاوزك ضرورى!!

أما بالنسبة إلى التليفزيون فكانت أى أغنية جديدة له لابد أن تذاع تليفزيونيًا فى أول حفل لها سواء كانت الأغنية لعبدالحليم أو نجاة أو وردة أو فايزة، وكان يسعى ويسعى حتى لو احتاج الأمر أن يكلم الوزير بنفسه!

ويكمل عبدالوهاب ذكرياته عن الإذاعة فيقول:

أذكر فى افتتاح الإذاعة غنى فيها اثنان أم كلثوم وأنا غنيت أغنية عملها لى «أحمد رامى» اسمها «آه يا ذكرى الغرام»، وبكل أسف بعد تسجيل هذه الأغنية مُسحت خطأ من الهندسة الإذاعية!، وأنا غنيت الساعة التاسعة وأظن أن أم كلثوم غنت الساعة الثانية، وأعتقد أن الإذاعة كانت تطورا كبيرا وتغيرا خطيرا فالأغنية التى كنت تحب تعرفها للناس، لازم تلف بيها مصر كلها فى حفلات مستمرة من إسكندرية لغاية أسوان، ولكن الإذاعة بتسجل وبتنقل الأغنية من التسجيل مرة واثنين وعشرة إلى كل الناس دون أى عناء.

فأنا فكرت وحطيت فى خلدى أن أقصر جهدى وأركزه فى الإذاعة، ولغيت من مخى الحفلات، لأن أنا كان معروفا عنى التطور، والتطور ده لازم أوصله للناس، أقوم أعمل حفلات وألف بيها كل الدنيا، وهو شىء فظيع مزعج وقررت أنى أعتمد على الإذاعة إلى حد ما، ولا أغني فى الحفلات يعنى ما بقتش مطرب الحفلات اللى لازم يروح يغنى ويبسط الناس، وكنت لازم أعمل كده مش مضطر أنى أعمل إلحاح، والإلحاح يخلينى أمسح مصر من إسكندرية لغاية أسوان، ده شىء فظيع! ولا تزال الإذاعة متألقة ومبدعة!