الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حقيقة كليوباترا السابعة

حقيقة كليوباترا السابعة

على منصة التواصل الاجتماعى نتفليكس عرض الفيلم الوثائقى الملكة كليوباترا والذى يظهر الملكة بملامح إفريقية، وتصريح على لسان أستاذة تاريخ أمريكية تؤكد فيه أن كليوباترا كانت سوداء، وذلك بدعم من حركة أمريكية عنصرية متعصبة للجنس الحامى ذى البشرة السوداء تعرف باسم حركة أفروسينتريك ظهرت فى أمريكا عام 1928، والتى تدعى ان اجدادهم هم أصل حضارة مصر. وهذا يعد تزييفا للتاريخ الموثق لمصر القديمة الذى تم توثيقه بتسجيله على جدران المعابد وبالتماثيل واللوحات التى تحمل اسماء الملوك والملكات ومدة حكمهم لمصر. 



ولو نظرنا إلى محاولات تزوير التاريخ المصرى القديم نجد أن هذه ليست أول محاولة. ومن أشهر المحاولات ما قام بها مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل، عندما جاء إلى القاهرة ليحضر الاحتفال بتوقيع معاهدة السلام بدعوة من الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، وكان موقع الاحتفال أمام الهرم الأكبر، فقال أمام وسائل الإعلام العالمية: إننى سعيد جدًا بوقوفى أمام الهرم الذى بناه أجدادى، وهو يعلم تمامًا أنه يزور التاريخ، ويعلم تمامًا أن بنى إسرائيل قدموا إلى مصر بقيادة سيدنا يعقوب، عندما دعاهم سيدنا يوسف للإقامة فى مصر، وكان عددهم 66 فردًا بجانب أسرة سيدنا يوسف وزوجته (اسنات)، وولديه (منسى وافرايم) وكان ذلك فى عام 1650 قبل الميلاد ويعلم مناحم بيجن أيضًا أن الهرم الأكبر تم انشاؤه فى عام 2560 قبل الميلاد، أى قبل قدوم بنى إسرائيل إلى مصر بألف عام.

وعودة إلى كليوباترا السابعة فبدخول الإسكندر الأكبر المقدونى واحتلاله لمصر عام 332 ق. م وغادرها فى عام 331 ق. م ليواصل حروبه ضد الفرس وليتوفى فى عام 323 ق. م.

وتكون مصر من نصيب الملك بطليموس الأول، وهو أحد القادة المقدونيين بجيش الإسكندر الأكبر، وليؤسس الأسرة البطلمية والتى حكمت مصر ما يقارب من 300 عام وكان آخر ملوك هذه الأسرة كليوباترا السابعة وأخاها بطليموس 14، كما ذكر المؤرخون أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس، الذين سجلوا أحداث التاريخ الرومانى فى مصر فى عهد كليوباترا، أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.

وبعد توضيح كل هذه الحقائق نرى أن هذا الفيلم يعد تزييفًا للتاريخ المصرى القديم.

والمواجهة العملية على هذا ليست بالتصريحات، ولكن بصناعة فيلم به كل الحقائق والوثائق التاريخية عن الملكة كليوباترا كما اقترح العالم الأثرى الكبير العالمى الدكتور زاهى حواس واقترح أن يقوم هو نفسه بالتعليق على الفيلم نظرًا لما يتمتع به من مكانة ومحبة وثقة عالية فى المجتمع الأمريكى والأوروبى واغلب دول العالم، واقترح أيضًا أن يعرض الفيلم على نفس المنصة (نتفيلكس).

ونتوقع مستقبلًا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعى مزيدًا من هذه المحاولات لتزوير تاريخ مصر القديم الموثق توثيقًا رائعًا والذى ليس له مثيل فى أى مكان فى هذا العالم، ونحن قادرون على مواجهة هذه المحاولات. وتحيا مصر (أم الدنيا).  أستاذ بكلية طب الأزهر