الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمس والغد

أمس والغد

استيقظت فى الصباح كالمعتاد، لا أدرى على وجه الدقة كم لبثت نائمًا، أنظر إلى ضوء الشمس المتسلل إلى حيث أرقد، أعتقد أن اليوم قد قارب على الانتصاف،لا أستطيع أن أحدد ذلك بدقة، أشعر بالعطش وبألم خفيف فى رأسى، أحتاج إلى أى شراب ساخن، قمت متثاقلًا إلى حيث توجد بعض الأوانى الصغيرة، صببت بعضًا من الماء فى أحدها وتجرعته مرة واحدة.



مازال ألم الرأس يلازمنى، أحتاج إلى التخلص من هذا الألم سريعًا، أعتقد أن أى مشروب ساخن سيفى بالغرض، قمت بالبحث عن أى أعشاب مناسبة وللأسف لم أجد أى من تلك التى اعتدت عليها، للأسف لا أتذكر لماذا احتفظ بكل تلك الأصناف وأنا لا أعلم أيها سيكون مناسبًا، يبدو أن على أن أتوجه إلى أحد الأصدقاء العالمين بهذا الأمر، هل أحمل إليه ما لدى أم على أن أحتسى الشراب عنده، سؤال لم أجد له إجابة سريعًا ولكن الإنسان جُبل على الكسل، قررت أن أذهب إليه صفر اليدين وليقوم هو باللازم.

خرجت إلى الهواء الطلق، أحاول أن أتذكر الطريق إلى حيث يسكن صديقى، سرت فى عدة دروب دائرية، فى كل مرة أعود إلى نقطة البداية مرة أخرى، تذكرت أننى فى كل مرة كنت اعتمد على دليل، الآن لا توجد أدلة ولا توجد أى إشارات احتفظ بها فى ذاكرتى، قررت أن استمر فى السير وأن أبدأ فى سؤال من أجدهم فى طريقى عل أحدهم يعرف أين يقيم صديقى.

بعد عدة محاولات وصلت إلى حيث يقيم هذا الصديق، قمت بالطرق على حيث يسكن، لم أجد جوابًا، بعد مدة طويلة أتانى صوت أحد أبنائه نافيًا وجود والده وأنه لا يعلم أين ذهب.

تركت مكانى محاولًا العودة من حيث أتيت، واجهتنى نفس الصعوبة فى العثور على الطريق، بالصدفة وجدت مكانًا يبيع الشراب الساخن، تذكرت أننى خرجت مسرعا ولم أحمل معى أى شىء أستطيع أن أعطيه فى مقابل المشروب، غادرت المكان محاولا الرجوع، استغرق منى الأمر مدة طويلة حتى وصلت فى النهاية إلى المكان الذى أبيت فيه.

وجدت مجموعة من الرفاق مجتمعين بساحة قريبة، أخبرونى أن صديقى قد مات منذ عدة أيام فى رحلة صيد، لم تكن الوفاة بسبب الصيد ولكن جاءت نتيجة شجار مع قافلة من قُطاع الطرق اعترضت رحلته السلمية، يالا بؤس أطفاله، كيف عرفت بالخبر قبلهم، ربما تعرف خليلته ولكن أخفت الخبر عن الصغار، ربما وربما.

ازداد ألم الرأس وصاحبه ألم جديد بالمعدة، اعتقد أن هذا هو ألم الجوع، لا أدرى على وجه الدقة كيف أصف ما أشعر به، وبالطبع لا أدرى كيف أتصرف، من يمكنه أن يعطينى نصيحة، أحاول أن أتذكر من يمكنه ذلك، لا أتذكر من ولا أين يمكن أن أتوجه، عدت إلى حيث أعيش، بحثت عن بعض الطعام فى كل مكان، فى النهاية وجدت القليل من اللحم والخضروات، أكلتها مسرعا، ألم الرأس لا يفارقنى، سأخلد إلى النوم، فى الغد سأحاول أن أبدا من جديد، أحتاج إلى تدوين بعض الملاحظات، اعتقد أن على أن أتعلم القراءة والكتابة أولا.

صفحة من مذكرات أحد الأجداد فى العصر الحجرى، أو أحد الأحفاد فى يوم انقطعت فيه كل خدمات الذكاء الاصطناعى من حوله.