الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العريش.. الاستثمار والسياحة والثقافة

العريش.. الاستثمار والسياحة والثقافة

الكتابة على شاطئ العريش وأنت تنعم برائحة اليود ورؤية مياه المتوسط الزرقاء، تختلف تمامًا عن الكتابة فى مكان آخر.. هنا أتوقف قليلًا وأقول: إن مدينة العريش بالفعل انطلقت بسرعة القطار الإسباني، الذى كان يقطع المسافة من القاهرة إلى الإسكندرية فى ساعتين على الأقل. 



أحلم فى يوم من الأيام إذا كنا من أهل الدنيا أن ينطلق قطار الأمل والمستقبل من القاهرة إلى مدينة العريش لينقل أحلام وطموحات الشباب والأجيال القادمة، من الشريط الضيق فى الوادى إلى الأراضى الواسعة الشاسعة المنتظرة لكل السواعد التى خلقت لتبنى وتعمر أرض سيناء  المباركة. 

ثلاث نقاط مهمة أشاهدها فى هذا التوقيت، تغير وجه الحياة على أرض شمال سيناء هذه الأيام. 

أولها: المشروع الأهم والأضخم والأكبر على شاطئ العريش لإقامة «ميناء العريش» الدولى الاستراتيجى المحورى على شاطئ المتوسط.

هذا المشروع الاقتصادى إن تم على خير بمشيئة الله يخلق فرصًا استثمارية واعدة ويفتح باب الرزق للكثير من الشباب ويعزز من إقامة مناطق لوجيستية وصناعية وطرق للنقل وخطوط سكك حديدية ومراكز لليخوت فى سيناء، وتحديدًا على ساحل العريش إلى جانب الطريق الساحلى حتى مدينة بورسعيد غربًا سيحظى بنشاط تجارى ضخم. 

ثانيها: مدينة العريش كانت حتى وقت قريب لا أجد فيها مواطنًا يسير فى شوارع المدينة بعد صلاة العشاء.. المحلات مغلقة والمدرعات الشرطية والعسكرية تجوب المدينة من شرقها إلى غربها.. اليوم تغيرت الأحوال بعد القضاء على الإرهاب، شوارع العريش ساهرة حتى الصباح.. الأسواق والمحال التجارية مفتوحة أربع وعشرين ساعة.. لا يوجد مكان لحجز غرفة فى فنادق العريش الكبيرة والمتوسطة.. القرى السياحية التى أكلت الفئران بعض محتوياتها الفندقية فى زمن سابق.. صعب أن تحجز فيها غرفة لقضاء إجازة صيفية مع أسرتك وذلك بسبب الإعلانات المنتشرة على السوشيال ميديا منذ شهرين تقريبًا عقب مهرجان الهجن الدولى بالعريش وحفلة محمد منير على مسرح قرية سما العريش. 

هذا الانتصار الكبير الذى تحقق مؤخرًا بفضل الله وبفضل دماء وأرواح الشهداء والنشاط والزيارات الثقافية التى شرفنا بها على مدار ثلاث سنوات مع النشيط الكاتب محمد نبيل رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى.. دون أن نشعر نرصد شهريًا ما يحدث فى مدينة العريش بصفة خاصة وشمال سيناء بصفة عامة عند كل زيارة شهرية قمنا بها فى العريش وبئر العبد ورمانة والشيخ زويد ونخل فى الوسط.. سيناء تفتح أبوابها لكل المصريين.. استثمارًا وسياحة وثقافة وزراعة وتوطينًا. 

ثالثها: اليوم ينتقل «مسرح مصر» بالتعاون مع وزارة الثقافة وبدعم مطلق من الوزيرة نفين الكيلانى التى تحدثت معها على أرض سيناء وأكدت لى فى زيارة العريش الشهر الماضى أن الحكومة ستقدم كل الدعم لسيناء لتعوض السنوات الصعبة التى مرت عليها بعد 2011. 

اتحاد القبائل والعائلات المصرية وشيوخ سيناء الكبار هم من وراء قدوم أشرف عبد الباقى وفرقة مسرح مصر على خشبة قصر ثقافة العريش خاصة وأن الدافع نجاح العرض المسرحى الشبابى الساخر «شحاتين وحرامية» لفرقة الفنون المسرحية بقصر ثقافة العريش التابع لإقليم القناة وسيناء الثقافى الشهر الماضى ولأول مرة يشهد القصر حضورًا جماهيريًا من أهالى وشباب العريش وكل مدن شمال سيناء.. الجهد والإخلاص ومحبة الوطن تستطيع أن تنتقل مصر إلى العالمية وبالإرادة والعزيمة يتحقق المستحيل وقد خلقت الصعوبات فى الحياة من أجل الرجال وأصحاب العزائم التى لا تلين ونحن فى مصر لها ولكل شدة تأتى علينا.. ننتصر بإذن الله، الوطن فى أشد الحاجة إلى المخلصين من أبناء مصر وأرض سيناء تحديدًا تستحق أن نروى أرضها بالجهد والإخلاص فى العمل على كل المستويات كما انتصرت لهذه الأرض المباركة دماء وأرواح خير من أنجبت مصر .. تحيا مصر.