الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمود عوض لم يحقق أمنية عبدالحليم!

محمود عوض لم يحقق أمنية عبدالحليم!

لم يكن د.هشام عيسى مجرد الطبيب الخاص للعندليب الأسمر الفنان «عبدالحليم حافظ» كان صديقا مقربا وعرف حليم عن قرب فى لحظات المرض والألم والنجاح والانكسار، وفى كتابه الممتع «حليم وأنا» عشرات الحكايات التى عاشها عن قرب مع حليم أو سمعها منه!



وأظن أن من أهم هذه الحكايات حكاية عبدالحليم مع الكاتب الكبير «محمود عوض» الذى كتب لحليم مسلسلا «أرجوك لا تفهمنى بسرعة»، يقول د.هشام عيسى: 

كان «حليم» يقدر الصحفى «محمود عوض» ويضعه فى مكانه خاصة منذ أن عرفه.. والحق أن حليم قد تمنى أن يكون كتاب «محمود» الثالث عن أقطاب الفن كتابا عنه شخصيا، فقد كتب «محمود» عن «عبدالوهاب وأم كلثوم» من قبل ولكن عبدالحليم لم يفصح عن رغبته فى بادئ الأمر بصراحة..

وطالت العلاقة دون أن يبدو فى الآفق أن محمود سوف يكتب كتابا عن حليم، فسأله حليم: - هل ترى أننى لا أستحق أن يكون كتابك الثالث عنى؟!

 فرد محمود بسرعة: أنت تستحق أربعة كتب لا كتابا واحدا وليس هناك خطأ فى ذلك، المسألة تتعلق بى شخصيًا، فقد كتبت هذه الكتب بناء على تكليف من دار أخبار اليوم، واختيار «عبدالوهاب» و«أم كلثوم» لى، ولكننى دخلت الصحافة لأكون أديبا، ولم تكن هناك مجلات متخصصة فى الأدب، ولا أريد أن أحبس نفسى فى هذا النمط!!

ولم يكن «حليم» وحده هو الذى يرغب فى أن يكتب محمود عوض كتابا عنه، كانت نفس الرغبة والحلم عند الموسيقار الكبير «فريد الأطرش» ويقول د.هشام:

كان فريد الأطرش قد أرسل لمحمود «شيكا» على بياض يطلب منه نفس الطلب، وقابله محمود بنفس  الرفض واقتنع حليم ولم يغضب من محمود الذى تحول بعد النكسة إلى الكتابة السياسية!

وفيما بعد تناول الأستاذ «محمود عوض» هذه المسألة فى مقاله «عزيزى عبدالحليم وحشتنا» فيقول:

نشأت وتعمقت العلاقة الشخصية بين عبدالحليم حافظ وبينى، وهى علاقة كان الفضل فيها يعود إلى عبدالحليم فى الأساس، ربما كان حريصا على أن يتابع الجديد فى كل ما يحيط به فيما هو أوسع كثيرا من دائرة الغناء والموسيقى، وسأسمح لنفسى بأن أغوص قليلًا مع عبدالحليم لأن الصديق مجدى العمروسى - الطرف الثالث مع محمد عبدالوهاب وعبدالحليم فى الشركة التى جمعت بينهم قد شاغبنى برقة فى كتابه الذى أصدره عن عبدالحليم بعنوان «أعز الناس»، وحينما دعانى إلى الغداء بعدها فى منزله مع الصديق «صلاح منتصر» قال لى إنه يريد فقط أن يدفعنى إلى استعادة ذكرياتى مع عبدالحليم!!

وحدث نفس الطلب كما يقول محمود عوض من الحاجة «علية» شقيقة عبدالحليم التى كان يعتبرها بمثابة أمه ويضيف:

كانت مشكلتى دائما هى أن ذكريات عبدالحليم لم تنفصل عنى بالدرجة الكافية لكى أكتب عنه كما أعرف وأحب، ففيما عرفته وعاشرته من عبدالحليم لم يكن هو مجرد الفنان الذى أحاطته الملايين بحبها، ولكنه كائن إنسانى متعدد التضاريس متدفق المشاعر سريع الانفعال وأيضا شديد التراجع عن الانفعال وشديد الاحترام فعلا وانفعالا!