الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تثير الجدل.. شاهد قبل الحذف

تثير الجدل.. شاهد قبل الحذف

على غرار المنادى فى الموالد قديما عندما كان يرغب فى اجتذاب المارة إلى أحد الخيام لمشاهدة العروض المقدمة رافعا صوته قائلا «تعالى اتفرج على العجل أبوراسين»، نجد أن هذا المشهد يتكرر كثيرا وبصفة يومية فى عناوين الكثير من المقاطع المصورة أو المواقع الالكترونية لاجتذاب المستخدمين أيضا مع إضافة بسيطة؛ لحثهم على سرعة المشاهدة بالقول بان المادة المعروضة معرضة للحذف، وهو ما يدفع الكثيرين نحو الانزلاق فى هذا الفخ الرقمى.



امثلة هذا الأسلوب من أساليب الدعاية لم يترك مجالا إلا وطرقه والحقيقة أن كل تلك المواد ذات محتوى تافه، وفى أحيان كثيرة لا نجد علاقة بين العنوان وبين المحتوى المقدم أصلا والذى يبدا فى الغالب بالإشارة إلى أن الجزء المهم سيكون فى آخر المقطع وهو ما يجبر المشاهدين على الاستمرار حتى النهاية وهنا لايجدون أى قيمة أو معنى أو إضافة، هل قلت إن كل تلك المواد كذلك؟، اعتذر عن هذا التعميم المذموم ولذلك أعتقد أن هذا الأمر يتكرر فيما لا يقل عن 98% من الحالات!!!

امثلة على تلك العناوين وجدتها منتشرة على شبكة الانترنت، كل ما تعين على فعله هو البحث البسيط بعبارة «تثير الجدل» وهنا وجدت تصريحا عن فستان جرىء ترتديه إحدى الفنانات، أو صورة لابنة مطرب شهير، أو تصريح بان الله قد خلقنا بدون ملابس أو أن الأهرامات لم يقم ببنائها المصريين، أو وجود مومياء لطفل فى ليبيا عمرها آلاف السنوات أو صوت السيدة ام كلثوم مولد من خلال أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى، أو صورة لأحد نجوم السينما يجلس وبجواره رزم كثيرة من الدولارات الأمريكية.

مشادة بين اثنين من لاعبى كرة القدم أو تصريح لمذيعة تليفزيونية تقول فيه إن الحب مثل الحرب، أو ملابس غير لائقة يرتديها أحد المطربين أو صورة لمحادثة بين مطرب شعبى وزوجته، أو وصفات سحرية لعلاج بعض الأمراض المستعصية، أو صورة لجن يخرج من جسد فتاة، أو ... أو.

والحقيقة أن القائمة طويلة وهذه الحمى دفعت الكثيرين إلى محاولة اختلاق مواقف مصطنعة لزيادة نسب المشاهدات أملا فى المكسب المادى السهل والسريع أو من اجل الشهرة وفى جميع الأحوال فان محاولة إيقاف تلك المواد ليس بالأمر الممكن، ولذلك تكمن حلول المشكلة فى الوعى الذى يجب أن يتحلى به كل مستخدم لتلك الشبكات والمنصات، فالحديث الشريف يقول «دعْ ما يُريبُكَ إلى ما لا يُريبُكَ فإنَّ الصدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبَةٌ» ويقول الشاعر فى التحذير من الاهتمام بالتوافه.

 «قَدْ رَشَّحُوكَ لأَمْرٍ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ» فالاهتمام بالتوافه من الأمور يميت القلب والضمير ويضيع من الإنسان أحد اهم النعم التى انعم الله بها عليه إلا وهى نعمة الوقت، فالحديث الشريف يقول «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».