الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ويمبلدون والذكاء الاصطناعى

ويمبلدون والذكاء الاصطناعى

تعتبر بطولة ويمبلدون للتنس هى الأقدم فى تاريخ اللعبة، فالبداية منذ عام 1877 أى قبل 146 عامًا من الآن، أقيمت فيها البطولة 135 مرة حتى العام الماضى هذا بالنسبة للرجال، أما أول بطولة نسائية فكانت بدايتها فى عام 1884 ميلادية، ولم تتوقف البطولة إلا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وجميعنا فى مصر يتذكر كم جذبنا المُعلق الراحل الكبير عادل شريف لهذه اللعبة بتعليقه الهادئ وتعبيراته التى لا ننساها أبدًا، ضربة ساحقة ماحقة، هو التعبير الأشهر.



خلال أيام قليلة وتحديدًا فى الفترة من 3 الى 16 يوليو من الشهر المقبل ستعقد البطولة رقم 136 والتى بدأت الأنباء تتوارد عنها وعن اعتزام إدارة البطولة البدء فى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى فى التعليق على بعض المباريات أو على أجزاء منها ومن أهم لقطات البطولات السابقة وأن حكام الخط قد يتم الاستغناء عنهم بالكامل بداية من عام 2025 مفسحين المجال للأنظمة الالكترونية للقيام بهذا الدور.

ليس هذا وحسب بل إن الأمر سيشمل أيضا تحليل الأداء للاعبين وتوقع مسار كل لاعب واحتماليات فوزه بالبطولة، هل يبدو الأمر عاديا، ربما ولكن هذا قد يغير وجه وملامح الألعاب الرياضية بصورتها التقليدية الى الأبد ومع كل هذه التقنيات والتى يقبلها البعض ويرفضها البعض الآخر، إلا أن الأمر قد يتطور فى المستقبل باستحداث روبوتات تمارس اللعبة ذاتها وتدخل فى منافسة شرسة مع أمر اللاعبين من البشر، أو يتحول الأمر إلى وجود بطولة يكون كل لاعبيها من الروبوتات، أعرف أن هذا قد يبدو شطحًا ولكن المقدمات تشير الى أن الأمر قد يصل إلى هذا الحد، حد أن نجد يومًا ما بطولة يديرها ويلعبها ويحكم فيها روبوتات وأنظمة للذكاء الاصطناعى ولا يكون على البشر الا المشاهدة والتشجيع.

هل يبدو الأمر جذابًا، أشك فى هذا، تخيل عزيزى القارئ فى المستقبل القريب أن تبدأ تلك الروبوتات فى إقامة فاعليات خاصة بها، أن تجد يومًا ما مباريات وبطولات وندوات ومؤتمرات وأعمالًا درامية وإبداعات غير بشرية على الإطلاق، قد ينبهر البعض بهذا، قد يستمر الانبهار طويلًا ولكن فى تقديرى فإنه حتمًا سيشعر الإنسان بالفراغ والاضطراب والوحشة والاشتياق، الاشتياق إلى يوم كان فيه هوالمسيطر والمتحكم والمتصدر للمشهد، هذا الكابوس الرقمى الجديد يحتاج الى الانتباه والحذر لمحاولة تجنب تحقيقه، فالإنسان سيبقى أرقى المخلوقات وأهمها ويجب عليه أن يقاتل ليظل كذلك، امس واليوم وغدًا.