الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
30 يونيو.. المجد للشعب

30 يونيو.. المجد للشعب

فى تاريخ الأمم والشعوب لحظات فارقة من الممكن أن تغير حياة الناس ومصائرهم.. ومن حُسن الطالع أن تأتى ذكرى ثورة ٣٠ يونيو تعانق الأيام المباركة للعشر الأوائل من ذى الحجة وفيها خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة يقف حجاج بيت الله هذا الموقف العظيم.. يسألون الله سبحانه وتعالى رحمته ومغفرته، ينظر الله تعالى إلى عباده نظرة رحمة ورضا ويقول لملائكته انظروا يا ملائكتى لعبادى فى هذا الموقف وهذا المشهد العظيم وفى الحديث «إنَّ اللَّهَ يُباهِى مَلائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا عِبادِى أتَوْنِى شُعْثًا غُبْرًا» أشهدكم أنى قد غفرت لهم جميعًا. 



مشهد يوم عرفة الذى يجتمع فيه ما يقرب من أربعة ملايين حاج ذكرنى بمشهد الملايين من المصريين فى ميدان التحرير مع الفارق حتى لا يتهمنا أحد بالنفاق.. وقف الحجيج على عرفات يرجون رحمة الله ومغفرته.. ووقف المصريون فى كل مكان على أرض مصر يرجون الخير والرخاء لوطنهم وإنقاذه من فصيل متشدد وتيار لا يعرف غير الدم والقتل وسفك دماء الأبرياء. 

تجلى الله على الموقف العظيم لعباده على عرفات.. وأرسل الله عبدًا من عباده الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى هذا التوقيت لينقذ مصر والمصريين من الخراب والدمار الذى لحق بعددٍ من الدول فى المنطقة. 

أتذكر جيدًا ولن أنسى أبدًا ما دامت روحى فى جسدى حين خرجت من «روزاليوسف» الساعة الحادية عشرة ظهرًا يوم الأحد الموافق ٣٠ يونيو ٢٠١٣.. طوائف الشعب تجتمع فى ميدان التحرير من أجل الوطن ومحبة فى مصر لا يوجد خائن فى هذا المشهد أو عميل لجهة استخباراتية.. تحمى سماء المصريبن فى هذه الساعة طائرات القوات المسلحة ويحمى الميدان من كل اتجاه رجال الشرطة البواسل.

التاريخ سيذكر بأحرف من نور كيف نجا الشعب المصرى بعد ثورة ٣٠ يونيو من كبوة عظيمة كانت تهدف إلى تنفيذ مخطط كبير فشل فيه من يكرهون هذا الوطن على مدار قرون طويلة وفى محاولات متكررة لصبغ الشعب المصرى بلون التشدد والتدين الشكلى فى جلباب قصير ولحية أو نقاب.. ونسى هؤلاء أن مصر الحضارة تنصهر فيها كل ألوان الثقافات والأفكار الواردة على شعبها لتظل الهوية المصرية والنسيج الوطنى بين المسلمين والأقباط قطعة قماش واحدة لا تتمزق بفعل الزمن على مر العصور. 

نحن فى أفضل أيام الله على الإطلاق كنت أود أن أتحدث باستفاضة عن الرحاب الطاهرة والمشعر الحرام وذكرياتى مع أول دفقة من دموعى أمام الكعبة المشرفة عندما أكرمنى الله بحج بيته العتيق فى ٢٠١٦ ولكن الحديث عن الوطن لا يقل فى القلب عن ذكريات الركن والمقام والبيت الحرام ومنى وعرفات وطواف القدوم والوداع.. لن أنسى طواف القدوم حيث الزحام الرهيب فى صحن الكعبة وأدوار الحرم المكى الثلاثة.. لا مكان لقدم ولا فسحة لركعتين فى هذا الحشد للقادمين من كل فج عميق.. صعدت إلى الدور الثالث لكى أؤدى طواف القدوم وانتهيت من سبعة أشواط بعد ثلاث ساعات ونصف.. تورمت قدامى.. شعرت بأن جسدى كله لا يستطيع الحركة وقفت ونظرى على بيت الله الحرام أطلب من الله العون والمدد أن يعطينى القوة والقدرة على استكمال المناسك بعد هذا العناء الكبير فى طواف القدوم ولعل الله يريد أن يقول هذا التعب وهذه الشدة يأتى بعدها الخير والثواب وتكفير الذنوب.

٣٠ يونيو كانت فارقة فى عمر هذا الوطن والدليل لو ظل «الإخوان» على رأس الحكم فى مصر ماذا نحن فاعلون؟ ولو لم يوكل الله رجلًا وضع روحه وروح أسرته على كفه من أجل مصر والمصريين ماذا كنا فاعلين اليوم؟.

انتصرنا جميعًا من أجل الوطن فى ٣٠ يونيو وسنظل منتصرين بفضل الله وبفضل وحدتنا على قلب رجل واحد لا تزعزعنا أكاذيب ولا مؤامرات.. كل شدة تزول بفضل الله, ونعمة الأمن والأمان لا تقدر بثمن، وفى هذه الأيام الطاهرة دعاؤنا لهذا الوطن وأهله دائمًا بالنصر والسلام.

تحيا مصر