الإثنين 2 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
علم نفس الذكاء الاصطناعى 1-2

علم نفس الذكاء الاصطناعى 1-2

يعرف علم النفس اختصارًا بأنه علم دراسة السلوك والعقل والتفكير والإدراك والشخصية، عرفه فلاسفة الإغريق بأنه علم دراسة العقلية، وعرفه علماء التحليل فيما بعد ومنهم سيجموند فرويد بأنه علم دراسة الحياة العقلية الشعورية واللا شعورية، وعرفه السلوكيون بأنه علم دراسة السلوك الإنسانى، وبذلك نستطيع أن نقول: إنه علم يجمع بين كل ما سبق فى خليط معقد جدًا يجعل المختصون يصفون النفس البشرية بأنها من أعقد الأمور فى الرصد والتحليل والتعريف والتوقع لما يصدر عنها من أفكار وسلوك أيضًا.



وفى سبيل محاولة فك هذا التعقيد الشديد، يقسم العلماء النفس الإنسانية إلى عدة أنواع-تسمى أنماطًا- فى محاولة للتصنيف والفهم، ظهرت عدة تصنيفات منها ولعل أشهرها مؤشر مايرز بريجز والمعروف أيضًا باسم اختبار أنماط الشخصية والذى يتم فيه تقسيم الشخصية إلى 16 نوعًا تعتمد على طغيان صفة ما مثل الانبساط أو الانطواء أو تغليب المشاعر أو التفكير المنطقى أو الاستفسار أو الحدس أو الإدراك والحكم وهنا نجد تداخلًا كبيرًا بين تلك الأنماط وبين غلبة إحدى الصفات الشخصية-التى قد تصل أحيانًا إلى حد المرض- من الاكتئاب والقلق والخوف أو الشجاعة والارتياح والمرح وصولًا إلى الفصام والسيكوباتية والشر.

هذا التداخل وهذه التصنيفات تؤثر كثيرًا فى الأفكار والسلوكيات وأسلوب التعامل مع الآخرين، ليس طوال الوقت بالطبع، فغلبة بعض من تلك المؤثرات قد لا يكون مستديمًا، فالشخصية الاكتئابية على سبيل المثال قد يصدر عنها بعض الأفعال أو الأفكار المخالفة لطبيعتها فكثيرًا ما نرى شخصًا يتصف بالكآبة فى لحظات سعادة وبهجة وأمل وهى لحظات استثنائية تؤكد على القاعدة ولا تنفيها، نفس الأمر مع باقى المؤثرات والصفات الأخرى.

أمر أبسط من ذلك قد يؤثر فى سلوكيات البشر وما يصدر عنها ما هو مرتبط بالاحتياجات الفسيولوجية الطبيعية، كالأكل والشرب والنوم وخلافه وهى حالات نختبرها كل يوم تقريبًا، لاحظ سلوكك عندما تشعر بالرغبة فى النوم أو الجوع وقارنها بسلوكك فى حالات استيفاء تلك المتطلبات البسيطة وستجد أن الفارق مهولًا والمعاناة كبيرة.

كل ذلك يؤثر على السلوك والأفكار وردود الأفعال بل على القدرة على التركيز واسترجاع المعلومات وتحليلها ولذلك فقد تحصل على نتيجة سيئة لاجتماع فى العمل فى حالة أن يكون المدير متعبًا أو ثائرًا وعلى العكس فتجد أن النتيجة تكون مرضية وربما مبهرة فى حالة أن يكون المدير فى حالة نفسية وجسمانية جيدة.

غدًا نكمل