الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمد حمزة وحليم وصدفة «سواح»!

محمد حمزة وحليم وصدفة «سواح»!

الصدفة وحدها كانت وراء ميلاد أغنية «سواح» وظهورها إلى المستعمين، وهى التى تسببت فى معرفة الفنان الكبير عبدالحليم حافظ بالشاعر الغنائى والصحفى محمد حمزة زميلنا الكبير فى مجلة صباح الخير.



الصدفة الرائعة رواها الدكتور هشام عيسى الطيب الخاص لعبدالحليم فى مذكراته البديعة «حليم وأنا» فيقول: كان محمد حمزة يعمل محررًا صحفيًا فى مجلة “روزاليوسف” ليمدها بالأخبار الصغيرة ويقول محمد حمزة ساخرًا: كنت أحضر عشرة أخبار يرمون منها تسعة وينشرون خبرًا واحدًا!

وبدأ محمد حمزة يكتب الأغانى فكتب ثلاث أغنيات لفايزة أحمد أولها «تؤمر يا قمر أمرك ماشى وحتى عيونى ما تغلاشى» ثم كتب لمحمد رشدى «عطشان يا صبايا دلونى على الطريق ولحنها ملحن من الإسكندرية هو محمد غنيم وذهب حمزة معه ومع محمد رشدى لحضور بروفات الأغنية فى معهد الموسيقى، وكان بليغ حمدى ينتظر ليجرى بروفات أغنية لحنها لنجاة وهى «أسهر أنا وانشغل أنا».

وبعد أن انتهت أغنية حمزة بادره بليغ قائلا وهو يجلس معه فى بوفيه المعهد: ماذا تفعلون بالفلكلور الذى أحلم طوال حياتى بأن أسهم فى تطويره! أنتم تفسدونه بمثل هذه الأغانى!

وبهت محمد حمزة من كلام الملحن الكبير ولكن بليغ أراد أن يجامله ويعوضه عن خشونة النقد فقال له: على العموم الكلام اللى كتبته مش بطال!! ووجد بليغ أمام حمزة ورقة كتب فيها مطلع أغنية كتبها تقول: سواح وماشى فى البلاد سواح.. والخطوة بينى وبين حبيبى براح.

وطوى حمزة الورقة ليضعها فى جيبه ولكن بليغ قال له: أريد أن أقراها ثم انتزع من جيبه ورقة قديمة ونقل فيها المقطع ثم مضى، عاد حمزة إلى منزله وحوالى الساعة التاسعة ليلا صعد إليه البواب ليقول له: إن شخصا صغير الحجم حضر بسيارة صغيرة ذات مقعدين ويريد أن يراك ويقول إن اسمه بليغ حمدى، ونزل حمزة بسرعة فقال له بليغ: أكمل ارتداء ملابسك وتعال معى.

وبعد قليل وجد حمزة نفسه فى منزل حليم بالزمالك وأقبل عليه حليم قائلا: أهلا بالشاعر الجميل!! ذهل حمزة الذى لم يكن معروفًا فى ذلك الوقت وارتفعت معنوياته خاصة حين قال له حليم: لقد قرأت مطلع كلامك فهل تستطيع أن تكمله قبل خمسة عشرة يوما؟! أريد أن أغنيها فى الحفلة القادمة! لم يصدق حمزة ما يسمع، لقد بدأ هذه الأغنية وهو يرجو أن يغنيها أى مطرب شعبى مشهور مثل محمد رشدى فإذا بعبدالحليم يعدها لحلفته!

فقال حمزة: هل أحاول أن أبدأ الآن؟ وافق حليم وطلب من الطباخ أن يعد له العشاء وتركه فى الغرفة المجاورة وبها مكتب حليم وظل حمزة يعمل حتى أكمل الأغنية فى الساعة السادسة صباحا وبعد ذلك قال لى حمزة: لقد انتهزت الفرصة التى تورط فيها حليم وخشيت لو انصرفت أن يهمس له أولاد الحلال قائلين: مين حمزة ده؟ وكيف تطلب أغنية من شاعر ناشئ وعندك مأمون الشناوى وعبدالوهاب محمد وحسين السيد ومرسى جميل عزيز؟

كان بليغ قد لحن المذهب وبدأ يلحن باقى الأغنية وأصر حليم على أن تكتب النوتة فى اليوم نفسه، وبدأ البروفات فى اليوم التالى وكان ذلك هو بداية التعاون بينهما والذى امتد حتى نهاية حياته «37 أغنية كان آخرها نبتدى منين الحكاية».