الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من الملك مينا إلى الرئيس السيسى

من الملك مينا إلى الرئيس السيسى

فى تاريخ الأمم أحداث فارقة تقرر مصيرها إما دولة ضعيفة مستهدفة من أعدائها وإما دولة قوية هادفة إلى مستقبل مشرق ونهوض ورقى بشعبها وكيانها بين الأمم، وتاريخ مصر العريق أطول تاريخ فى تاريخ الحضارة الإنسانية يزخر بالأحداث الفارقة التى حافظت دوما على وحدة الدولة وحافظت على كيانها على الرغم من المخاطر التى واجهتها عبر تاريخها الطويل. وتعرضت مصر لغزوات كثيرة وفترات من الفوضى والاضمحلال وعلى الرغم من كل هذه الاحداث يخرج من بين أبنائها من يعيد وحدتها ويشيع بها الأمن والأمان ويجدد شبابها ونهضتها وسموها.



وأود هنا أن أبرز دور الملوك والرؤساء الذين أعادوا توحيد الأمة وحافظوا على كيانها ونهضوا بمصر نهضة شاملة فى كل نواحى الحياة وهم: الملك مينا موحد القطرين البحرى والقبلى والذى أقام أول حكومة مركزية فى تاريخ البشرية وأول عاصمة يدير منها الدولة وهى منف (البدرشين حاليا) وأول جيش نظامى فى تاريخ البشرية والذى ساعده فى توحيد الامة اتبعها نهضة شاملة فى جميع نواحى الحياة استمرت حتى نهاية الاسرة السادسة عندما ضعف الجيش وتفككت أوصال الدولة وعمت الفوضى البلاد والتى استمرت إلى الاسرة الحادية عشرة.

الملك منتوحوتب الثانى الذى قام بتكوين جيش قوى ونجح فى توحيد البلاد مرة اخرى بعد حالة الفوضى التى احلت بمصر فى العصر الانتقالى الأول وكان هذا إيذانا ببدء عصر جديد هو عصر الدولة الوسطى والتى ازدهرت فيها مصر فقامت الدولة باستغلال المناجم والمحاجر والذى ادى الى تقدم الصناعات والفنون وأقامت السدود والقنوات لاستغلالها فى الزراعة وقامت بحفر قناة تربط البحر الاحمر بنهر النيل وأحب المصريون كثيرا الملك منتوحوتب واعتبروه مثل الملك مينا واستمر حكم الدولة الوسطى إلى أن احتل الهكسوس مصر والذى استمر أكثر من مائة عام الى أن جاء أحمس الأول الذى قام بتكوين جيش قوى وتطويره فكان أول من أدخل عليه العجلات الحربية وطور الأسلحة الأخرى والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم حتى أصبحوا محاربين أقوياء وقاتل الهكسوس وهزمهم هزيمة نكراء وطاردهم حتى أراضى فلسطين ثم قضى عليهم نهائيا وأقام الاسرة الثامنة عشرة والتى تعتبر بداية الدولة الحديثة والتى ضمت اشهر الفراعنة تحتمس الثالث الذى أقام أول إمبراطورية فى تاريخ البشرية امتدت من تركيا شمالا إلى الشلال الرابع جنوبا والتى استمرت حتى عهد الملك العظيم رمسيس الثانى فى الاسرة التاسعة عشرة الذى حكم البلاد لمدة 67 عاما. وعندما ضعف الجيش وتفككت الدولة تعاقبت الغزوات على مصر بعد ذلك من الاشوريين والفرس والاغريق والرومان ثم استقر الوضع بعد الفتح الاسلامى الى أن جاء الغزو العثمانى والذى يعتبر عصر اضمحلال لمصر استمر نحو ثلاثمائة عام ثم الاحتلال الفرنسى ثم جاء محمد على باشا الكبير والذى تولى حكم مصر عام 1805م واقام الدولة الحديثة على النسق الاوروبى واستطاع أن ينهض بمصر عسكريا وتعليميا وصناعيا وزراعيا وتجاريا مما جعل من مصر دولة ذات ثقل بين دول العالم المتقدم فقام بإنشاء جيش قوى كان اغلب جنوده من ابناء مصر وارسل البعثات الى اوروبا وشيد المصانع ودور العلم وقام بعدة فتوحات ناجحة واكتشف منابع النيل وأصبحت مصر فى عهده إحدى الدول الكبرى واستمر الوضع حتى عهد إسماعيل باشا الذى نقل الحضارة الاوروبية الى مصر واحتفلت مصر فى عهده بافتتاح قناة السويس كأهم شريان حيوى للملاحة العالمية إلى أن قام الانجليز بغزو واحتلال مصر حتى قيام الثورة عام 1952 وقيام أول جمهورية فى تاريخ مصر.

الرئيس عبد الفتاح السيسى امتثل لأوامر الشعب فى 30 يونيو ووحد البلاد وقضى على الفوضى التى سادت البلاد عقب تولى جماعة الإخوان حكم مصر لمدة عام فنشر الأمن والأمان فى ربوع الامة وقضى على الإرهاب فى سيناء وفى الداخل الى أن انتخبه الشعب رئيسا للبلاد فقاد الشعب لتحقيق بناء مصر الحديثة، ففى خلال ست سنوات شهدت مصر نهضة عارمة غير مسبوقة فى تاريخها القديم والحديث فى جميع الاتجاهات بدأها بالمشروع العملاق قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم اجمع والذى شارك فيه عدد كبير من أبناء الشعب تعبيرا عن إرادتهم ومشاركتهم فى بناء مصر الحديثة.

وتم الانتهاء من (14762) مشروعا منذ تولى الرئيس السيسى وحتى 30/6/2020، بتكلفة تقديرية بلغت نحو (2207.3) مليار جنيه، كما يتم تنفيذ (4164) مشروعا بتكلفة تقديرية تبلغ (2569.8) مليار جنيه هدفها الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين المصريين.. فى الصحة والتعليم والإسكان والنقل والزراعة وتطوير البنية الأساسية وتقوية الجيش المصرى العمود الفقرى لاستقرار الدولة ليصبح تاسع أقوى جيش على مستوى العالم ولتأخذ مصر «ام الدنيا» مكانها اللائق بين الأمم المتقدمة.. وتحيا مصر. 

أستاذ بكلية طب الأزهر