الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العيد 2033

العيد 2033

شعرت بهزة خفيفة فى رأسى جعلتنى أستيقظ على الفور، ياللهول لقد نسيت النظارة على وجهى وخلدت الى النوم البارحة، أحمد الله أننى لم أقم بضبط المنبه للاستيقاظ مبكرا، اليوم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، لطالما حاولت أن أبقى مستيقظا لأقوم بصلاة العيد ولكننى أفشل فى هذا، أعتقد أن آخر مرة قمت بأداء تلك الصلاة قد مر عليها ما لا يقل عن خمسة عشر عاما.



شعرت ببعض الأسى لعدم قيامى بالصلاة ولكن سرعان ما شعرت النظارة الذكية بذلك، اتصلت على الفور بعدد من المواقع الالكترونية والكاميرات المنتشرة وقامت بإعادة كافة طقوس الصلاة والخطبة مرة أخرى، شعرت أننى بالفعل هناك.

بعد دقائق انتقلت الكاميرا إلى مشهد آخر، مشهد الأضحية والجزار يقوم بذبحها وسط التهليل والتكبير، هذه الخدمة الجديدة تتيح لك الوقوف –افتراضيًا- على الأضحية وتشاهد كل الإجراءات، نسيت أن اقول: إن هذا يتم بعد أن تقوم بدفع ثمنها وأجرة الجزار الكترونيا مع تحديد ما تريد الحصول عليه منها وتحديد مصارف توزيع الباقى.

أتانى صوت الروبوت المنزلى معلنا الانتهاء من إعداد طعام الإفطار، حذر ما سيكون، نعم إنها الفتة اللذيذة مع قطع اللحم الساخنة.

تناولت الطعام على عجل، أدرت مؤشرات النظارة إلى مشهد المقابر، فى كل عام ومنذ الإعلان عن تلك الخدمة وأنا مشترك بها، زيارة للمقابر لقراءة الفاتحة على من سبقونا الى دار الحق، لا يهم مكان المقابر، اتنقل بين مقابر الريف والمدينة وأيضا بعض المقابر خارج البلاد فى لحظات.

انتقل بعد ذلك إلى بهجة العيد، زيارة الأهل والأصدقاء، لا يهم إن كانوا أحياء أم أمواتا، فهذا التطبيق يتيح لى لقاء الجميع، كلا فى منزله، أو يجتمع الجميع فى منزلى أو فى حديقة، نتحدث عن الذكريات وعن الشأن الجارى، نتبادل النكات والحكايات المسلية.

فى المساء حاولت أن أخلع تلك النظارة وأقوم بالتنزه فى أحد المولات، أصابنى الكسل فقمت بتشغيل برنامج التسويق، أستطيع مشاهدة الناس والمحال والبضائع والقيام بعملية التسوق كاملة وأنا مستلقى على الفراش، قمت بشراء بعض الأمتعة، تذكرت أن أخلع النظارة قبل النوم، للأسف نسيت هذا فقد داهمنى النوم بغتة.