الإثنين 2 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأب الروحى يحذر

الأب الروحى يحذر

منذ عدة أيام حذر جيفرى هينتون والمعروف بالأب الروحى للذكاء الاصطناعى فى أحد المؤتمرات التى أقيمت بكندا من مخاطر الذكاء الاصطناعى وناشد الحكومات التدخل لمنع سيطرته على البشر والمجتمعات.



التحذير جاء عامًا لم يحتوِ على جديد، فالخوف من سيطرة الآلة على مجريات الأمور بات وشيكًا، يشعر به الجميع، خاصة أن مستوى الذكاء الاصطناعى ليس واحدًا فى كل التطبيقات ولكن حتمًا فإن بعض تلك التطبيقات هى بالفعل أذكى كثيرًا من الكثير من البشر، فمن الخطأ النظر إلى كل أنظمة الذكاء الاصطناعى بنفس النظرة، تمامًا مثلما لا يجب أن ينظر إلى الذكاء الاصطناعى على أنه نمط واحد أو مستوى واحد.

الخطورة تأتى من استبدال البشر بالآلات، وقيام تلك الآلات بالتحليل واستخراج بدائل للقرار وتنفيذها، من المخاطر الأخرى المهمة هو نتيجة هذا الاعتماد غير المنضبط و تأثيره على مستقبل قدرات العقل البشرى للأجيال القادمة، الموضوعية وعدم الانحياز هى قضية أخرى مهمة، فمن قال إن تلك الأنظمة موضوعية أو عادلة، الأخبار المغلوطة والموجهة وعمليات غسل العقول من القضايا المطروحة أيضًا، نحن نقترب - إن لم نكن وصلنا بالفعل - إلى عصر لا نعرف فيه هل أصدقاؤنا على شبكات التواصل الاجتماعى هم أصدقاء حقيقيون أم هم مجرد آلات وبرمجيات، وهل المحتوى الذى نراه من أعمال فنية وأدبية وعلمية وحتى آراء سياسية ودينية، هل هى نتاج لتجربة إنسانية وعقل بشرى أم أنها مولدة بواسطة تلك الأنظمة، وهو أمر يحتاج إلى وضع إشارة أو علامة بجوار كل محتوى ليوضح لأى معسكر ينتمى، الخطورة أن محاولة التفرقة والتعرف على المصدر باتت فى غاية الصعوبة التى قد تصل إلى حد الاستحالة فى بعض الأحيان وهو ما يحيلنا إلى مستقبل شديد التعقيد وشديد الخطورة أيضًا.

المواثيق والقوانين والوعى بالاستخدام من الأمور المهمة، حماية الأطفال والنشء قضية محورية، التقنين مطلوب والصدق أيضًا، أعرف أن هذه التعبيرات المثالية قد تضيع أمام بريق تلك التطبيقات ولكن لا أجد غيرها وسيلة للإبقاء على ما تبقى لنا من إنسانيتنا.