الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«التجلى الأعظم» مشروع عالمى

«التجلى الأعظم» مشروع عالمى

النفس بطبيعتها تذهب إلى أرض السكينة والهدوء وخير البقاع التى لا أمِلُ من الذهاب إليها سيناء الحبيبة.. أنا أحد المهتمين بأخبار شمال وجنوب سيناء الفترة الأخيرة، وقد عاتبنى صديق عزيز يعيش فى أجمل مدن سيناء فى الجنوب، وتحديدًا مدينة سانت كاترين، كنت كتبت عدة مقالات عن سانت كاترين منذ عامين تقريبًا، وكنا نشير إلى أهمية هذه البقعة المباركة التى يأتى إليها السياح من كل فج عميق، فهى بمثابة منطقة حج للكثيرين من الأجناس والأديان المختلفة، وتعتبر أحد أهم روافد الجذب السياحى النظيفة، حيث التعبد والزيارات الروحية لبعض الأماكن والبقاع المقدسة فى جبل التجلى وجبل المناجاة وموسى ومناطق الوديان والعيون العذبة المتفجرة من صخور الجبال شاهقة الارتفاع ودير سانت كاترين. 



هذه المنطقة الرائعة صدرت لها توجيهات رئاسية منذ فترة بضرورة جعلها منطقة ذات طابع خاص، ومصدرًا من مصادر السياحة العالمية، ووجهة وقبلة لكل الأديان السماوية. 

قرأت تصريحات مهمة للدكتور عاطف عبد اللطيف، عضو جمعيتى مستثمرى مرسى علم وجنوب سيناء، ورئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، هذا الرجل المتخصص فى مجال السياحة والاستثمار منذ سنوات طويلة، أكد أن مشروع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين يعد واحدًا من المشروعات العملاقة التى ستحقق نقلة حضارية واقتصادية وسياحية كبيرة لمصر بشكل عام وجنوب سيناء بشكل خاص، ولا شك أن الدولة والحكومة توليان اهتمامًا كبيرًا بهذا المشروع العالمى الذى من المنتظر افتتاحه هذا العام، والمستهدف منه جذب مليون سائح لزيارة هذه المدينة الجميلة، مشيرًا إلى ضرورة إعداد حملة دعائية وتسويقية كبيرة لهذا الحدث العظيم من خلال عملية التسويق العالمى على السوشيال ميديا ودعوة علماء التاريخ والحضارات من مختلف دول العالم لزيارة هذه المدينة وتسليط الضوء على قدسيتها فى قلوب أصحاب الديانات الثلاث، وكذلك دعوة اليوتيوبرز والمؤثرين عبر وسائل السوشيال ميديا المتنوعة لزيارة مشروع التجلى الأعظم.

كلام هذا الرجل المتخصص فى المجال السياحى مهم جدًا خاصة أن المنطقة تدخل فى إطار التراث الإنسانى والروحى ومنطقة تجلى عليها الله سبحانه وتعالى عندما خاطب نبيه موسى عليه السلام. 

مدينة سانت كاترين ومشروع التجلى الأعظم يعتبر نقلة حضارية ومنطقة سياحية جديدة  من طراز خاص تحتل اهتمامًا فى نفوس ملايين من المثقفين والكُتاب ورجال الفكر والدين وأصحاب الديانات الثلاث، وتحتاج إلى التسويق  فى البورصات السياحية العالمية، لكى نفتح الباب أمام سياح العالم والاستمتاع بروحانياتها وقراءة تاريخ المنطقة الروحى والإنسانى. 

وزارة السياحة بالتعاون مع المستثمرين والشركات الكبرى ورجال الأعمال وبعض الهيئات مطالبة بتسليط الضوء على مشروع التجلى الأعظم خلال هذه الفترة فى المطارات ومحطات المترو فى مصر وأوروبا ووضع استيكرات وبنارات وحتى شاشات عملاقة فى الميادين الكبرى فى الداخل والخارج حتى نستطيع جذب ما لا يقل عن مليون سائح لمدينة سانت كاترين أو مدينة التجلى الأعظم كما يطلق على المشروع حاليًا. 

المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان وبعض الوزراء قاموا بزيارة سانت كاترين مؤخرًا بتوجيهات رئاسية للوقوف على آخر تطورات حجم الأعمال فى مطار سانت كاترين والمشفى العالمى ومبنى السلام الخاص بالأديان الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية.. كل هذه المشروعات تتم وفقًا لمعايير التخطيط البيئى بالنظام الإيكولوجى، وتم اختيار الشكل والألوان من الخامات الطبيعية وحجر كاترين بالإضافة إلى اختيار الألوان المتناسقة مع الجبال والبيئة الجمالية الموجودة فى كاترين. 

كنت فى مأمورية عمل مؤخرًا وذهبت إلى كاترين لعدة ساعات تجولت فى قلب المدينة وكنت أتمنى الذهاب إلى  أشهر أوديتها، وادى الأربعين، ووادى طلاح، والتلعة، وأبوخشيب، وجبال، وغربة، ووادى أسلا، والشيخ عواد، كلها أماكن للراحة النفسية طاردة للطاقة السلبية من الجسد يأتى إليها من ذاق طعم حلاوتها يعيش على كسرات من الخبز والجبن وزيت الزيتون وشرب فنجان من القهوة وكوب من الشاى الأخضر «بالمارمية» أو النعناع البرى المروى بماء المطر فى حضن الجبل أو الوادى. 

بعض من عباقرة وساسة وعلماء عصرنا الحالى منهم أحياء يرزقون والبعض قد انتقل إلى جوار ربه كانوا لا ينقطعون عن زيارة هذه المدينة للتعبد والتقرب إلى الله تارة وأخرى للتفكر والاعتبار والاستشفاء الروحى والجسدى.. ننتظر أن يخرج مشروع التجلى الأعظم ليكون قبلة روحية لكل البشر المحبين للسلام والعدل والتسامح والرحمة والقرب من الله. تحيا مصر..