الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى متهم

الذكاء الاصطناعى متهم

الأربعاء الماضى قام عدد من المدعين- الذين لم يتم الإفصاح عن اسمائهم- بتوكيل أحد مكاتب المحاماة الشهيرة بولاية سان فرانسسكو لرفع قضية على الشركة المالكة لتطبيق معالج النصوص الشهير المعروف بـ ChatGPT، جاء فى الادعاء أن الشركة المالكة قد قامت بتغذية التطبيق بنحو 300 مليار كلمة مأخوذة من شبكة الإنترنت وتشمل الأبحاث والدراسات والكتب والمنشورات والأخبار والبيانات والمعلومات بالإضافة إلى بيانات شخصية لملايين المستخدمين بدون الحصول على إذن منهم.



الادعاء طالب الشركة بتعويض قدره 3 مليارات دولار تعويضًا عن الأضرار الناجمة عن تلك الاستخدامات وهى فى الحقيقة استخدامات ضرورية- وإن كان بعضها غير قانونى- وذلك لتغذية وتقوية منظومة الذكاء الاصطناعى وجعلها أكثر دقة ومعرفة وتطورًا.

القضية اتت فى 157 صفحة ومازال اسماء الادعاء غير معلومة وكذا أيضًا لم تقم الشركة بالرد على أى من الاسئلة التى وجهت إليها من قبل الإعلام أو المتخصصين، وعلى الرغم من وجاهة الادعاء خاصة فيما يتعلق ببيانات الأطفال وتفاعلاتهم على شبكة الإنترنت وكذا أيضًا قيام الشركة المطورة للتطبيق بالاتفاق والتعاقد مع عدد من مصادر البيانات لتتمكن من استغلالها لتنمية التطبيق، فإن كم الانتهاكات لا يزال كبيرًا، من الجدير بالذكر أن قضية مصادر البيانات المغذية للتطبيق لن تكون هى القضية الوحيدة التى يتعرض لها هذا التطبيق وغيره من التطبيقات ولكن من المتوقع وفى القريب العاجل أيضًا أن تبدأ الشركات المطورة لتلك التطبيقات فى الظهور فى ساحات القضاء فى قضايا متعلقة بأسلوب عمل الخوارزميات وكيفية معالجتها للبيانات المتاحة لديها وخاصة فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية وكذا أيضًا الانحيازات المتوقعة- والحادثة بالفعل- فى أساليب المعالجة وهى ما يلمسه المستخدمون لتلك التطبيقات بالفعل وهى قضية تعتبر هى الأخطر على الإطلاق والتى ربما يكون المخرج المرحلى من اثارها السلبية هو وجود عدد من التطبيقات التى تتبنى أفكارًا مضادة أو أن يصبح التطبيق أكثر موضوعية واتزانًا فيما تصدر عنه من آراء وأفكار وهوامل ربما يراه البعض مستحيلا.