الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحوار الوطنى وأهدافه

الحوار الوطنى وأهدافه

يستهدف الحوار الوطنى تناول القضايا الاقتصادية والمجتمعية والسياسية والتعليمية والتربوية التى تخص المجتمع ومناقشتها وتبادل الآراء فيها ويكون هدف الحوار هو العمل للوصول لقرارات وطنية صحيحة تخص مختلف القضايا الوطنية دون النظر إلى أى اعتبارات ومصالح شخصية، وكل ذلك بهدف ازدهار وتطور المجتمع فى عصر الجمهورية الجديدة.



وهذه الجمهورية الجديدة تشكلت ملامحها فى جميع المجالات سواء فى التنمية الاقتصادية وتحقيق النهضة الشاملة أو على الخدمات والارتقاء بمستوى معيشة المواطن والاهتمام بعقل وصحة المصريين عبر مئات المبادرات المختلفة للاهتمام بالإنسان المصرى وعلى رأسها مبادرة حياة كريمة التى تمثل نقلة نوعية فى تغيير وجه الحياة فى الريف المصرى حيث تستهدف أكثر من 60 مليون مصرى.

ويعد الحوار الوطنى أحد أهم سبل نجاح المجتمعات وتقدمها، حيث يشجع دومًا أبناء الوطن على العمل من أجل رفعة وطنهم لما لديهم من شعور بأنهم مسئولون عنه وعن قراراته، كما يساعد فى نشر روح المحبة والإخاء والتماسك، ويساعد فى دعم وتوحيد الصف وإنهاء الخلافات وتقريب وجهات النظر، مما يدعم الاستقرار المجتمعى، كما يساعد فى دعم نظام الحكم. ويوجد مساحة من التفاهم بين فصائل الشعب المختلفة. ولانجاح الحوار الوطنى ولكى يجنى ثماره يجب تحديد هدف الحوار من خلال الوقوف على أهم النقاط فيه، وان تشارك كل أطياف المجتمع فيه ويكون شعاره هو العمل من أجل الوطن فقط وليس من أجل الغير، ولا يجب أبدًا تفضيل أى حزب أو منظمة على مصلحة البلاد، والسماح لكل فرد أن يبدى رأيه، ويجب ألا يكون الحوار مرتبطًا بأى أجندة خارجية، والحرص على عدم إثارة الموضوعات التى توجد حالة من الجدل وعدم الاستقرار، واستخدام أسلوب علمى ومهنى فى طرح الرأى وعرض مختلف القضايا والمواقف، مع تقديم الأدلة الكافية للبرهنة على صحة الرأى، حتى تكون الحجة قوية والرأى صائبا، ثم الرجوع إلى الآراء الصائبة من أجل الخروج بقرارات حكيمة لمصلحة الجميع.

وقد حثت الشريعة الإسلامية على اتباع الحوار الوطنى من أجل تنمية المجتمعات، ولقد ظهر هذا جليًا من خلال محاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ومشاورته لهم، فالإسلام كان سباقًا إلى ترسيخ أصول الحوار البناء وتقرير قواعده مما يؤدى الى تعزيز روح التواصل ومد جسور التفاهم بين الناس واكتساب العلم وتلقى المعرفة، وتنويع الآراء والتصورات والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة، للوصول إلى أحسن النتائج وأفضلها، وهو ما لجأت إليه الكثير من الدول من خلال تأسيسها للأحزاب والفئات المجتمعية الممثلة لمختلف طبقات المجتمع، فيتم مناقشة جميع القضايا المتعلقة بالمجتمع من مختلف النواحى ويقوم كل طرف بإبداء رأيه حتى يتم الاتفاق على رأى واحد يحقق الصالح للمجتمع. والموضوعات التى يجب عرضها على المشاركين فى الحوار الوطنى، ليس فقط الحوار السياسى ولكن أيضا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية وغيرها لايجاد حلول للمشكلات التى شكلت عبئا ثقيلا على كاهل المجتمع المصرى لعده عقود، وهى مشكلة الفقر والجهل والمرض.

وفى ظل المجهودات والانجازات الهائلة التى قامت بها الحكومة منذ تولى الرئيس السيسى رئاسة الدولة فى منظومة التنمية الاقتصادية والزراعية والتعليم والصحة ومبادرة 100 مليون صحة، فيمكن من خلال الحوار الوصول الى قرارات واضحة لمشاركة طوائف الشعب لتعزيز انجاز هذه المبادرات. والمواضيع الأخرى التى يجب مناقشتها هى الوحدة الوطنية، قضايا الشباب فى الحاضر والمستقبل، حقوق المرأة و وواجباتها وبناء الأسرة، مجالات العمل والتوظيف، الإعلام الواقع وتأثيره وسبل التطوير، التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية وكيفية علاجه، معززات الوحدة الوطنية، وتعزيز الشخصية المصرية، وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطنى.

وهكذا وفى ظل عصر النهضة الحديثة، وقيام الجمهورية الثانية، يستهدف الحوار الوطنى الوصول الى منظومة عمل متكاملة يشارك فيها طوائف الشعب المختلفة، ويجمع صوت أبنائها على قرارات بناءة واحدة مما يسهم فى تعزيز الاستقرار الداخلى والخارجى وتحقيق التنمية والتقدم.

ويؤكد الحوار الوطنى قوة وتماسك المجتمع المصرى والتلاحم المستمر بين الشعب والدولة ومؤسساته من أجل مواجهة التحديات ومواصلة مسيرة الإنجازات على مختلف الأصعدة والتى تستهدف بشكل أساسى الارتقاء بالمواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته باعتباره الهدف من التنمية وهو أداتها فى ذات الوقت.