الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شىء فى صدرى

شىء فى صدرى

منذ عدة أيام أثناء التجول فى موقع اليوتيوب وجدت رابطًا لفيلم «شىء فى صدرى» كاملًا، الفيلم إنتاج أغسطس 1971 عن رواية الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس الصادرة عام 1963 والتى تتحدث عن حسين باشا شاكر «رشدى أباظة» المتسلق الذى تعاون مع الإنجليز لتحقيق ثروة طائلة وصراعه النفسى مع ما يقوم به من رذائل حيث يستمر طوال الوقت فى مقارنة نفسه بصديقه القديم محمد أفندى السيد «شكرى سرحان» الذى التزم بالأخلاق والقيم ولم ينجرف فى طريق الشيطان.



الفيلم لا يقل روعة عن الرواية التى قرأتها قبل سنوات، الجميع نجوم فى أدوارهم ونهاية الفيلم تضع حدًا للصراع الدائم بين الخطين الرئيسين فى الحياة أى بين الخير والشر.

الرواية تؤكد على حقيقة أساسية فى النفس البشرية مرتبطة بالفطرة، فمهما كان الشخص سيئًا أو شريرًا إلا أنه وفى قرارة نفسه يشعر بذلك حتى إن كان يبدو أو حاول أن يظهر أن ما يقوم به هو الخير والصواب.

الأمر نفسه بالنسبة للشخص الخير الذى يصارع مغريات الحياة وضغوطها كى يستمر على هذا النهج الطيب، الصراع أكبر من مجرد شخوص وأحداث، فالصراع الأصلى مع الشيطان فهو العدو الأول للإنسان وهذا ما تؤكد عليه الآية السادسة من سورة فاطر حيث يخبرنا المولى عز و جل بذلك قائلًا «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ».

وفى اتخاذ الشيطان عدو نجد الكثير من الطرق والأساليب منها ما يراه بعض من السادة الصوفية أن الأفضل هو الانشغال بحب الله فقط ليملك عليهم تفكيرهم ووجدانهم تمامًا فلا يتبقى مكان لعداوة أحد بما فيهم الشيطان وهى درجة عالية جدًا من الحب والقرب.

نعود مرة أخرى إلى شبكات التواصل الاجتماعى والجدل المستمر حول فوائدها ومضارها وكيف نعرف جميعًا كل ذلك وخاصة الآثار السلبية ومع ذلك نستمر فى الاستخدام المفرط غير المسئول فهذا شىء فى صدورنا جميعًا ومع ذلك نستمر فى الانغماس فيها. أرجو أن ننتبه لهذا قبل فوات الأوان مثلما حدث فى المشهد الأخير من الفيلم والذى أداه النجم رشدى أباظة بكل براعة واقتدار.