الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية

إنه لمن دواعى سرورى، أن أشارككم اليوم، الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية. بهذه الكلمات وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى خطابه الى السيد الدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، كما وجه نداء إلى قادة العالم بأن الأمن الصحى لن يتحقق بالعمل الفردى المنعزل ولكن بالجهد الجماعى المنسق واعتبار أن الاستثمار فى الصحة أحد أهم الأولويات على المستوى الدولى، واستشهد بموقف دول العالم ومنظمة الصحة العالمية بعد أن واجه العالم جائحة (كورونا).



ومنظمة الصحة العالمية واحدةٌ من عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة متخصصة فى مجال الصحة. وقد أُنشئت فى 7 إبريل 1948. ومقرها الحالى فى جنيف، سويسرا، وهى السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يخص المجال الصحى. وهى مسئولة عن تأدية دورٍ قيادى فى معالجة المسائل الصحية العالمية، وتصميم برنامج البحوث الصحية ووضع القواعد والمعايير وتوضيح الخيارات السياسية المسندة بالبيانات وتوفير الدعم التقنى إلى البلدان ورصد الاتجاهات الصحية وتقييمها.

وبهذه المناسبة لا بد من الإشادة بالتجربة الرائدة التى قامت بها السلطات المصرية للقضاء على فيروس (سى)، فقد انطلقت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى (100 مليون صحة) للقضاء على فيروس سى فى أكتوبر 2018 من خلال حملة قومية للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى (سى) والأمراض غير السارية (السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة)، ونجحت الحملة فى فحص 70 مليون مواطن مصرى وتقديم العلاج بالمجان لجميع المصابين وجرى متابعتهم بالتحاليل حتى التأكد من الشفاء التام.. وهكذا نجحت مبادرة 100 مليون صحة، وأصبحت مصر أول دولة على مستوى العالم تصل للهدف الذى وضعته منظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروسات الكبدية بحلول 2030، وقبل المدة المحددة بـ10 سنوات، والتى اعتبرتها منظمة الصحة العالمية، مبادرة غير مسبوقة، فى نطاقها الهائل، وجودة وسرعة تنفيذها.

وتاريخيًا فإن مصر أول دولة فى التاريخ يمارس فيها الطب وتقدم الخدمة الطبية لمواطنيها، وتذكر المراجع التاريخية أن الطبيب المصرى أمحتب الذى يوجد تمثاله الآن فى القاعة التذكارية لكلية الجراحين الدولية فى شيكاغو كأول طبيب عرفته البشرية، هو مؤسسس علم الطب. وكان الطب فى مصر القديمة يطلق عليه (الفن الضرورى) ويتم تعليم الأطباء فى مكان ملحق بالمعبد يطلق عليه اسم (بيت الحياة)، ومن أشهر الأطباء فى مصر القديمة (هى سرى) من الأسرة الثالثة و(نب امون) الطبيب الخاص للملك امينوفيس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة وكما كانت هناك طبيبات مثل الطبيبة (مريت بتاح) من الأسرة الثالثة أول طبيبة فى تاريخ البشرية، والطبيبة (بسيشت) من الأسرة الرابعة ولقبها كبيرة الأطباءِ وكان هناك متخصصون فى أفرع الطب المختلفة، كما ذكر المؤرخ الإغريقى (هيرودوس) فى كتابه عن مصر والذى أقام فى مصر عدة سنوات أنه يوجد: اخصائى العيون، اخصائى الباطنة، واخصائى الأسنان ويوجد أيضًا نظام لإدارة المنظومة الصحية فى مصر فكان هناك كبير أطباء الشمال وكبير أطباء الجنوب، ومديرو المراكز العلاجية والمفتشون على هذه المراكز.

كما توجد الآن البرديات الطبية التى تم اكتشافها مثل بردية (ادوين سميث) فى علم الجراحة وهى اقدم وثيقة طبية فى تاريخ البشرية تمت كتابتها أيام امحتب اله الطب أى منذ خمسة آلاف سنة. كما يوجد الآن فى متحف الحضارات بالفسطاط أول جهاز تعويضى فى تاريخ البشرية. كل هذه الأدلة جعلت مركز ابحاث المصريات بجامعة مانشستر بانجلترا يصدر مقالة عام 2007 بعنوان أن المصريين هم آباء الطب الحقيقيون وليس الإغريق. وتحيا مصر أم الدنيا