الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البعض يذهب إلى البنك أحيانًًا 1-2

البعض يذهب إلى البنك أحيانًًا 1-2

فى عصر التحول الرقمى الذى نعيش فيه الآن يجب أن نعيد النظر فى جميع أنماط الحركة والعمل التى اعتادنا عليها لسنوات من قبل ولنأخذ المعاملات البنكية كمثال.



فى الماضى كانت كل المعاملات تتم من داخل أروقة البنوك، بمعنى أن العميل عليه أن يتوجه إلى البنك للحصول على جميع الخدمات المتاحة بداية من إنشاء حساب مرورًا بعمليات الإيداع والسحب وصولًا إلى عملية إغلاق الحساب وتصفيته، أما بالنسبة للعمليات الداخلية التى يقوم بها البنك فإنها بدأت آليا بصورة ورقية وكذا أيضا فى تعاملاته الخارجية والحقيقة أن هذا لم يستمر كثيرا فمع دخول التقنيات الحديثة بدأت البنوك فى استخدامها لتطوير العمل وزيادة الكفاءة بداية من إدخال البرامج الإلكترونية وقواعد البيانات المرتبطة بها وخطوط التليفون والتلكس والفاكس والبريد الإلكترونى وماكينات السحب الآلى ATM والكروت الممغنطة والإلكترونية ثم مع انتشار شبكة الإنترنت انتقلت إلى توظيف التطبيقات الإلكترونية ليتمكن العميل من القيام بالعديد من العمليات السابقة عن بعد سواء العمليات الداخلية مع البنك أو تلك المرتبطة بالسلع والخدمات التى يرغب فى الحصول عليها من مقدمى الخدمة المختلفين وهو ما يمكن اعتباره جزءًا كبيرًا من مفهوم الاقتصاد الرقمى الجديد.

أدت الخطوات السابقة إلى الانتقال من استخدام العملات المادية إلى تبادلها بصورة إلكترونية فتضاءلت الحاجة إلى حمل النقود الحقيقية وتم الاستعاضة عنها بتطبيق إلكترونى أو كارت يحمل فى الجيب يستطيع من خلاله العميل التعامل والدفع وهو ما أطلق عليه مصطلح الدفع غير النقدى ثم انتقل الأمر خلال العقد الأخير إلى مفهوم العملات المشفرة cryptocurrency وهى العملات التى لا يوجد لها انعكاس مادى على الإطلاق.

الأمور السابقة احتاجت إلى العديد من القوانين والتشريعات والقواعد التنظيمية وكذا أيضًا العديد من إجراءات التأمين السيبرانى ضد مخاطر الاختراقات والهجمات وخلال الفترة السابقة ظهر مفهوم التكنولوجيا المالية Fintech والذى يدمج كل ماسبق فى سياق واحد منضبط وهنا و بالتبعية طرأ سؤال بديهى يقول «لماذا نذهب إلى البنوك أصلًا؟» وما هى أهمية الأبنية الكبيرة والفخمة التى ينشئها البنك ولماذا لا تتحول البنوك إلى الصورة الرقمية الكاملة بمعنى أن لا يكون للبنك مقار على الإطلاق، فما المانع أن يتحول كل شىء إلى الصورة الرقمية ويتم إنشاء ما يطلق عليه البنك الرقمى.

غدًا نكمل