إدمان الإنترنت ومصحات التعافى1-2
تستطيع ببساطة أن تتعرف عما إذا كنت مدمنًا لأمر من الأمور ببساطة، فطبقًا لتعريف الإدمان لأمر ما هو عدم قدرتك عن الاستمرار فى التوقف عن تعاطيه أو ممارسته لمدة 24 ساعة متصلة؛ ولذلك وبتطبيق القاعدة السابقة على الدخول إلى شبكة الإنترنت واستخدام تطبيقاتها المتعددة ومنها بالطبع تطبيقات التواصل الاجتماعى أعتقد أننا جميع- أو أغلبنا- يستطيع وبكل بساطة أن يدرج نفسه ضمن فئة المدمنين لتلك الشبكات وتلك التطبيقات.
وعلى الرغم من أن تصورنا عن الإدمان يكون- فى الأغلب- مرتبطًا بالأمور المادية مثل تدخين السجائر أو شرب القهوة مثلًا أو حتى المخدرات والخمور وهو نتيجة ما لمسه بعضنا من توقفه المفاجئ عن التدخين مثلًا أو من خلال ما عرضته الدراما من أفلام متعلقة بإدمان المخدرات فإن بعضنا وعلى الرغم من معرفته بإدمانه لاستخدام شبكة الإنترنت فإنه لا يعرف تمامًا ما الأعراض الدالة على ذلك، حيث إنه يعزى تلك الأعراض لأسباب أخرى أحيانًا، فالقلق والتوتر وأحيانًا الإحساس بالملل والضيق وآلام الظهر والرقبة والصداع والإحساس بضيق الصدر أو قلة الانتباه واضطرابات النوم والهضم وخلافه هى من الأعراض الشهيرة للتوقف المفاجئ عن استخدام تلك التطبيقات.
نرى سلوكيات الإدمان أيضًا فى عدم القدرة على التواصل البشرى لمدد طويلة أو عدم القدرة على التركيز فى مشاهدة فيلم سينمائي أو قراءة كتاب أو حتى الاستمتاع بالطبيعة والتأمل، ولا مجال هنا أن نوضح كيف أن هذا الإدمان والإغراق فى الاستخدام يضيع على صاحبه الكثير من الفرص للتطوير والترقى فى أى مجال من مجالات الحياة الحقيقية والمهمة، ببساطة لأن ما يدمنه هو أمر فى غاية التفاهة والسطحية.
لهذا الأمر سمعنا عن إنشاء مصحات متخصصة لعلاج الأشخاص من إدمان استخدام شبكة الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعى المتعددة، والغريب أن أول مصحة قامت بهذا الأمر كانت فى العاصمة الصينية بكين فى عام 2006 اسمها مركز علاج إدمان الإنترنت Center for Internet Addiction Treatment (CIAT) من خلال برنامج تأهيلى مدته 12 أسبوعًا، أما أول مركز فى الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم إطلاقه عام 2008 حيث يقدم برنامجًا تأهيليًا لنفس الموضوع تبلغ مدته عشرة أيام فقط.
غدًا نكمل
