إدمان الإنترنت ومصحات التعافى2-2
يبلغ عدد مصحات العلاج والتعافى من إدمان الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعى حول العالم عدة مئات منها نحو 20 مركزًا فى الولايات المتحدة ونحو 140 مركزًا فى كوريا الجنوبية وحدها ونحو عشرة مراكز فقط فى المنطقة العربية فى كل من مصر ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والمغرب ويمكن تفسير محدودية عدد المراكز بالثقافة التى لا تزال موجودة نوعًا ما والتى لا تنظر بصورة علمية إلى الاضطرابات النفسية والعصبية بشكل عام.
وفى الحقيقة أنه وقبل اتخاذ قرار اللجوء إلى أى من تلك المصحات فإن اللجوء إلى طبيب متخصص والحديث معه سيكون مفيدًا، أو اللجوء إلى مجموعات المساعدة Support groups المنتشرة على شبكة الإنترنت أيضًا وهنا تكون المفارقة أن للتعافى من إدمان شبكة الإنترنت عليك أن تستعين بالإنترنت نفسها لتحقيق ذلك.
أما عن أسلوب العلاج المتبع فى تلك المصحات فيترواح بين العلاجين الفردى والجماعى، بالطبع سيكون الابتعاد عن التكنولوجيا تدريجيًا هو أسلوب العلاج الأمثل لتلافى حدوث أعراض انسحابية حادة، كما سيشمل العلاج الكثير من الاستشارات من خلال جلسات مع المعالج المخصص لذلك بالإضافة إلى الانخراط فى الأنشطة البدنية والفنية وتمارين الاسترخاء. وبصفة عامة فإن العلاج يكون على أربع مراحل، الأولى لتقييم الوضع ومدى ونوعية الإدمان الموجودة ونمط الإدمان ودوافع وأسباب الاستخدام المفرط ويتم ذلك من خلال متابعة طبية ومن خلال عدد من اللقاءات والاستبيانات.
ثم تأتى المرحلة الثانية لتعديل السلوك حيث يتم تقنين فترات الاستخدام والانخراط فى أنشطة أخرى لملء الوقت وكذا أيضا أساليب إدارة الضغط والتوتر الناجمين عن تقليل الاستخدام ثم تأتى المرحلة الثالثة لإعادة هيكلة وتغيير الإدراك للتعرف على التبعيات السلبية لهذا الإدمان ومحاولة إيجاد طرق جديدة لتغيير النظرة للحياة الطبيعية التى يهرب أغلب المدمنين منها ويغرقون فى هذا الاستخدام المحموم، ثم بعد ذلك تأتى المرحلة الرابعة والأخيرة للوقاية من الانتكاس للتعرف على الإشارات والمحفزات للعودة للاستخدام مرة أخرى والانتباه لعدم الانجراف ورائها والعودة مرة أخرى إلى خانة الإدمان اللعين.
