الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نجيب محفوظ  وعبقرية الريحانى!

نجيب محفوظ وعبقرية الريحانى!

لا تزال رؤية أفلام العبقرى «نجيب الريحانى» على شاشات الفضائيات المصرية والعربية مصدرا رائعا للمتعة والبهجة والضحك، ولا يوجد أحد إلا وتأثر به وتفاعل مع شخصياته التى أبدعها.



من هؤلاء أديب نوبل الكبير الأستاذ «نجيب محفوظ» الذى يقول: «كانت المسارح مزدهرة وذهبت مع والدى مرتين الأولى لمشاهدة مسرحية لنجيب الريحانى والثانية لمشاهدة رواية» البربرى حول العالم بطولة بربرى مصر الوحيد على الكسار، والحقيقة أن «الكسار» كان سريع البديهة وكان ممتعا، ولكننى أحببت نجيب الريحانى أكثر، لأن الريحانى لديه موهبة إلهية وهو فنان كوميدى ليس له نظير، عمل الريحانى فى الروايات القديمة- فى البداية- وتعرض لأزمة مالية- وأشهر إفلاسه!

ولكنه عاد مرة أخرى بلون جديد هو النقد الاجتماعى الذى استمر فيه حتى مات، رحم الله الريحانى الذى كان فنانا كوميديا رهيبا.

ولهذا ذهلت عندما قرأت دراسة «ليحيى حقى» يفضل فيها «الكسار» على «الريحانى» على أساس أصالة الكسار وبساطته وأنه أقرب للشخصية المسحوقة، فى حين أن الريحانى - فى رأيى يحيى حقى- طبقة غربية.

صحيح أن الكسار كان صادقا فى بساطته، ولكنه لم يكن له تعبيرات «وجهية» إذا صح التعبير، وكان يضحك الجمهور من خلال حركاته وطريقة كلامه، إنما الريحانى كان يضحك الجمهور بنظراته وتعبيرات وجهه!

وأحب هنا أن أشير إلى ملاحظة مهمة وهى أن تلاميذ الريحانى جمعوا بين النجاح فى المسرح والسينما أكثر من الريحانى نفسه! لأن المسرح هو بيت الريحانى، ونجح فيه نجاحا ساحقا، أما فى السينما فقد نجح بنسبة 60٪.

ويكمل نجيب محفوظ ذكرياته كما رواها للناقد الكبير رجاء النقاش فيقول:

ولكن عندما كبرت أصبحت من عشاقه- نجيب الريحانى- وكنت أذهب لمشاهدة مسرحياته باستمرار فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات، عندما بدأ يعيد أعماله القديمة مثل «كشكش بيه» و«ألف ليلة وليلة» وفى تلك المرحلة كانت مسرحياته من البيئة المحلية مثل «عمدة كفر البلاص» الذى باع القطن، وجاء ليسهر فى ملاهى القاهرة فيتعرض لعملية نصب، وهى أعمال غير مقتبسة!

ولكن فى المرحلة التالية من حياته عندما بدأ يجدد نفسه اعتمد على التمصير والاقتباس وساعده فى ذلك «بديع خيرى»!

فى تلك المرحلة حضرت كل أعمال «الريحانى» وأتذكر مسرحية «حكم قراقوش» التى شاهدتها عشرين مرة لأنها كانت عملا هائلا!

وفى رأيى أن الريحانى يتفوق على فنانين كوميديين عالميين مثل «فرنانديل» الفرنسى، ولم يسبق الريحانى فى عصره سوى «شارلى شابلن».

والحقيقة أن ذكريات الأستاذ «نجيب محفوظ» مع الفن والفنانين وأفلامه السينمائية متعة أخرى تستحق القراءة!