حوادث الطرق وقضية المساواة

قضية المساواة بين الجنسين ليست فيما يخص مجالات العمل فقط مثلما يتبادر إلى الاذهان أحيانا نتيجة لتداول هذا الملمح أكثر من غيره فى وسائل الإعلام المختلفة وكذا أيضا فى أدبيات الدراسات المتخصصة وفى الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل وغيرها، ربما يكون السبب الداعى لذلك أن قضية العمل هى قضية مصيرية ومحورية فى حياة البشر فبها يحيا الإنسان ويستطيع ممارسة الأنشطة المختلفة وصولا إلى الأنشطة الترفيهية والتسلية.

وعلى الرغم من أن نسبة الذكور إلى الإناث على مستوى العالم متساوية تقريبا-تبلغ نسبة الذكور 50.4% مقارنة بـ49.6% للإناث- إلا أنه فيما يخص سوق العمل فإن النسبة تختلف كثيرا فبحسب بيانات البنك الدولى فإنه نحو 50% من الإناث يعملن فيما ترتفع النسبة إلى نحو 80% بالنسبة للذكور، بالطبع هذه البيان الإجمالى يختلف من دولة لأخرى ومن منطقة فى العالم لمنطقة أخرى ولكن فى جميع الأحوال فإن تفوق الذكور متكرر.

أما عن مجالات العمل فإن التحليل البسيط يظهر تفوق نسب استحواذ الذكور على بعض منها بصورة واضحة مثلما هو الحال فى أعمال البناء والتشييد والصيد وقيادة الطائرات والشاحنات وعمال المناجم ويظهر تفوق الاناث فى وظائف أخرى مثل التمريض والتدريس والسكرتارية وتصفيف الشعر والماكياج والمكتبات، أما باقى الوظائف فإن النسب لا تخضع لطبيعة العمل بقدر ما تخضع لثقافة كل منطقة أو بلد.

ومن الأمور المرتبطة بالثقافة أيضا هو قيادة الإناث للسيارات وهو الأمر الذى تغير كثيرا فى السنوات القليلة الماضية، فعلى المستوى الكلى نجد بيانات البنك الدولى تشير إلى تفوق الذكور بنسبة 55% فى مقابل 45% للإناث وهو بالطبع ما يختلف من منطقة لأخرى ومن بلد لآخر فعلى سبيل المثال نجد أن نسبة الإناث حاملى رخص القيادة فى الولايات المتحدة الأمريكية يزيد على نسبة الذكور بنسبة طفيفة أيضا حيث تشير إحصائيات عام 2021 إلى وجود 117.6 مليون رخصة للإناث فى مقابل 115.2 مليون رخصة يحملها الذكور وهو ارتفاع كبير فى نسب الإناث مقارنة بنحو 38% فقط عام 1980.

أما بالنسبة لحوادث الطرق المسجلة وبغض النظر عن اعتراض الرجال المستمر على أسلوب قيادة السيدات إلا أن الاحصائيات تبرئهن تماما حيث تشير إلى أن 71% من الحوادث الخطيرة تتم بواسطة قائد السيارة الرجل مقارنة بـ29% من الحوادث تقوم بها السيدات. لا تعليق