الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف توزع أيام البدرون!

روزاليوسف توزع أيام البدرون!

استمرت روزاليوسف فى معركتها الصحفية والسياسية ضد مجلة الكشكول وصاحبها سليمان فوزى، وكانت القضية المرفوعة منه ضد روزاليوسف لا تزال منظورة أمام القضاء.



ومضت روزاليوسف فى مسيرتها الصحفية الناجحة وتكتب:

كانت وزارة النحاس باشا قائمة فى الحكم منذ شهر ديسمبر سنة 1927 وهى وزارة ائتلافية، وكان الائتلاف اسما لشىء لم تعمل به هذه الوزارة نظرًا إلى تباين وجهات النظر بين الأحزاب التى تؤلف الوزارة، ولذلك لم يكن عجبًا أن ترى جرائد كل حزب من هذه الأحزاب تصدر فى لهجات مختلفة ليست فيها رائحة لذلك الائتلاف المزعوم.

وفى مثل ذلك الجو الذى تتطاحن فيه الأحزاب على لسان جرائدها، تلاقى الصحافة رواجا وازدهارا يعلو ويهبط نصيبه عند كل صحيفة بحسب قدرتها على الدفاع عن الحزب الذى تنطق باسمه، وبما تبديه من الجرأة والصلابة فى مهاجمة خصوم حزبها!

وتعترف روزاليوسف: وكان نصيب هذه المجلة من الرواج كبيرًا فضاعفت اهتمامى بطبعها وتنسيقها، وبعد أن كان غلافها يصدر بصور كاريكاتورية تمثل حادثة اجتماعية أو تفسر نكتة أو «قفشة» أصبح لا يحمل إلا صورًا تعالج أهم المواقف السياسية ابتداء من العدد 129 وكانت الصورة- الكاريكاتير- تمثل النحاس باشا فى موقف «بابا» يصلح بين طفلين شقيقين، أحدهما الرجل ذو اللحية الواقفة «عبدالحميد سعيد» والثانى الرجل محمد محمود باشا، والأول يمثل الحزب الوطنى والثانى يرمز به إلى حزب الأحرار الدستوريين والصورة تمثل بحق ما كان قائمًا بين الأحزاب من الأخذ والرد وحرق العشب تحت الأقدام، وتجهيز أسباب تصدع الائتلاف.

ولم تأخذ روزاليوسف من السياسة جانبها الهادئ أو تقف على الحياد بل اقتحمت أخطر مناطق السياسة وذهبت فى الهجوم والتأييد إلى أبعد الحدود.

وصدر العدد 130 بتاريخ 25 يونيو سنة 1928 من الإدارة الجديدة للمجلة بشارع الأمير «قداداد» وهى شقة وجيهة فى الدور الأول من العمارة رقم 22 بعد أن بقيت ثلاث سنوات تقريبًا وهى تصدر من البدرون المعهود «بدرون» المرحوم «أحمد شوقى بك» - أمير الشعراء بشارع جلال، وقد جرى الانتقال بعد أن أقمت مع الأصدقاء والزملاء حفلة شائقة دخن فيها الجميع أحسن أنواع السجائر، بعد أن كنا ندخن «أعقاب» السجائر التى كل عشرة منها بتعريفة أو «صاغ».

وودعنا البدرون بعد أن تذكرنا أيامه الحلوة، ولا أدرى كيف انقلبت حلوة فى تلك الساعة، وهى أيام كنا نشد فيها الحزام على البطن، ونلف وندور ونلبس الليل هربًا من الدائنين.

فعلنا ذلك ثم قبّل كل منا صاحبه، وقبّل جميع الزملاء جدران البدرون وكسرنا على بابه كل «القلل» التى كنا نشرب فيها الماء الساخن!

وكان انتقالنا إلى الدار الجديدة مصحوبا بمتاعب جديدة وبمخاوف لم نكن نعرفها من قبل! هذه الأيام لا يمكن أن أنساها!

كانت السيدة روزاليوسف تعنى بذلك إجبار «النحاس باشا» رئيس الحكومة على الاستقالة بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على تشكيلها، وصدر مرسوم ملكى لمحمد محمود باشا، بتعيينه رئيسًا للوزارة ووزيرا للداخلية!

وتدخل روزاليوسف أخطر مراحلها السياسية والصحفية، وللذكريات بقية!