الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
توقعات ما بعد كورونا

توقعات ما بعد كورونا

كثيرًا ما كنا نستمع إلى عبارة أن العالم بعد كورونا لن يعود إلى ما كان عليه قبلها وهى عبارة عامة ولكن تحمل فى طياتها الكثير من التفاصيل منها ما هو مرتبط بالعمل وأنماطه المختلفة وتحديدًا نمط العمل عن بعد فتجربة العمل من المنزل واستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق ذلك أصبحت فى ازدياد مستمر ولولاها لتوقفت الكثير من الأعمال نظرًا لما تم فرضه من قيود فى الحركة بسبب الإغلاق أو التباعد الاجتماعى بين البشر.



وحاليًا وبعد انحسار الوباء لا تزال تلك التقنيات منتشرة ليست بنفس القدر وقت الوباء ولكنها لا تزال موجودة وهو ما دفع معهد ماكينزى العالمى إلى إصدار تقرير مثير للجدل منذ عدة أيام يقول فيه إن العمل عن بعد سيخفض ما قيمته 800 مليار دولار من قيمة مبانى المكاتب فى تسع مدن كبرى بحلول عام 2030 والمدن هى لندن ونيويورك وباريس ولوس أنجلوس وهونج كونج وسنغافورة وسيدنى وفرانكفورت.

الخفض فى القيمة المشار إليه سيكون نتيجة عدم احتياج أصحاب الأعمال إلى المساحات الشاسعة الحالية نتيجة العمل من المنزل وهو ما سيدفعهم إلى تقليص المساحات والاستغناء عن نسب كبيرة منها مما سيقلل من قيمة الامتلاك والإيجار، هذا بالإضافة إلى المنافسة الشرسة بين تلك المدن لاستقطاب الشركات لتواجد مقار خاصة بها فى أى منها مع سهولة انتقال المقر من مدينة لأخرى وعدم الضرورة  لتواجد العاملين بالقرب من تلك المقار.

وطبقًا للتقرير الصادر هذا الشهر فإن هذا الخفض سيمثل نحو 26% من قيمة تلك المبانى بحلول 2030 ويتركز بصورة أكبر فى لندن بنسبة 42% تليها مدينة نيويورك بنسبة 38%.

هذا التقرير المثير للجدل قوبل بردود فعل متضاربة بين القبول والترحيب وبين الرفض وبين من يرى أن هذا الأمر قد يخلق فرصًا جديدة أمام العقارات الإدارية فى مناطق أخرى من العالم لاستيعاب الارتفاع الكبير فى الأسعار ويتمكن من خلاله أصحاب الأعمال الاستمرار فى أعمالهم بتكلفة مقبولة وباعتماد أكبر على البنية الأساسية القوية التى تحيط بتلك المبانى وهو النموذج الأكثر تفاؤلًا والذى لا يتوقف فيه استمرار الأعمال على الموقع الجغرافى لمقر الشركة على الإطلاق.

وبين هذا وذاك يقف التخطيط الجيد والتنبؤات الدقيقة كعناصر مهمة فى مستقبل هذا المجال المهم والحيوى.