السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أوقات وأغانٍ

أوقات وأغانٍ

منذ عدة أيام أدرت مؤشر المذياع لأستمع إلى بعض الأغنيات خلال رحلة الذهاب إلى العمل وخلال تجربة التنقل بين المحطات الإذاعية وجدت عددًا منها يقوم بإذاعة أغنيات عاطفية حزينة تتحدث عن الهجر والخذلان والضياع وفى الحقيقة أننى لم أستطع استيعاب الأمر إلا قرب نهاية الأغنية وهنا أغلقت المذياع وأخذت فى التفكير فى مدى ملاءمة تلك الأغنية للصباح الباكر، والذى من المفترض أن يحمل الأمل والحماسة والحركة.



ثم بدأت فى التجول بين الأفكار والوقائع وكبار المطربين، تذكرت كيف أن مطربة مثل كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وارتباط جيلى بها فى فترات بعد الخامسة مساء وفى المساء والسهرة وكيف أن تواجدها فى الفترة الصباحية كان محدودًا وفى عدد من الأغنيات ترتبط بالصباح والتفاؤل مثل «ياصباح الخير ياللى معانا الكروان غنى وصحانا» كلمات بيرم التونسى ولحن محمد القصبجى والتى غنتها فى فيلم فاطمة عام 1947، أو «جمال الدنيا يحلى لى وأنا وياك» من كلمات أحمد رامى ولحن زكريا أحمد والتى غنتها فى نفس الفيلم أو أغنية «حقابله بكره»...الخ، وأن فى فترة قرب المساء وفى المساء والسهرة وحتى منتصف الليل وما بعده فإن أغنيات أخرى مثل «سيرة الحب» و«الأطلال» و«أمل حياتى» وغيرها هى الأغنيات المناسبة لهذه الأوقات.

أمر مشابه مع الرائعة فيروز أو العندليب الأسمر أو باقى بلابل الزمن الجميل، فلكل منهم أغنيات مناسبة للصباح وأخرى للمساء ولا أزيد الأمر تعقيدًا أن قلت إن بعض الأغنيات كانت مناسبة لفصل الصيف وأخرى لفصل الشتاء.

الفترة التى تلت السبعينيات والمعروفة بفترة الأغانى الشبابية كانت فى أولها تحقق التوازن نوعًا ما بين الأغانى الهادئة والصاخبة أو الراقصة وهو ما تلاشى تقريبًا اليوم فأصبحت أغلب الأغنيات على نمط واحد لا يستطيع معه السامع التفرقة بين متى يجب أن يستمع إلى أى منها وهو ما دفع بعض الإذاعات وكذا أيضا المستمعين من خلال تطبيقات الأغانى الكثيرة المنتشرة على شبكة الانترنت إلى الاستماع إلى الأغانى بغض النظر عن التوقيت أو الفصل من السنة.

والحقيقة أن نوعية الفن الذى يجب أن نتعرض له فى الصباح يجب أن تختلف عن تلك التى نتعرض لها فى المساء سواء أكانت موسيقى أو أغنية او رواية أو عملًا دراميًا فلا يمكن أن ننعم بالراحة النفسية ونحن نستمع إلى أغانى الألم والهجر فى الصباح ونخلد إلى النوم بعد مشاهدة فيلم مرعب وهكذا.