الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نصيحة مدير المطبوعات لـ روزاليوسف!

نصيحة مدير المطبوعات لـ روزاليوسف!

فى اللحظة الأخيرة تراجع الملك فؤاد عن تعيين إسماعيل صدقى باشا رئيسًا للوزراء بعد إقالة «مصطفى النحاس باشا»، وتعيين «محمد محمود باشا» بدلًا منه!



ويقول صدقى باشا فى مذكراته «كانت الرغبة متجهة إلى اختيارى لتأليف الوزارة على أثر إقالة النحاس باشا فى يوليو سنة 1928، وخوطبت فى ذلك خطابا شبه رسمى وتهيأت لتأليفها بل وضعت أسماء الوزراء الذين وقع عليهم اختيارى ليتعاونوا معى» ويؤكد أن المندوب السامى البريطانى اللورد جورج لويد كان يميل لاختيار شخص كمحمد محمود باشا تربى فى إنجلترا.

وهكذا تشكلت الوزارة فى 25 يوليو 1928 ويقول النحاس باشا فى مذكراته «كان الخطاب الذى تقدم به محمد محمود باشا إلى الملك كبرنامج لتأليف وزارته يتضمن وقف الحياة النيابية وتعطل الدستور ثلاث سنوات قابلة للتجديد».

وهنا بالضبط تبدأ حكاية روزاليوسف السيدة والمجلة مع هذه الحكومة وتقول فى ذكرياتها: ففى اليوم الأول من قيام الوزارة الجديدة استدعانى بالتليفون الدكتور «فريد الرفاعى» مدير إدارة المطبوعات فذهبت إليه فى مكتبه وقابلنى بلطفه «الكليشيه» المعروف، وبعد أن قدم لى دروس الوعظ فيما يجب أن يكون عليه الصحفى فى زعمه، طلب إلىّ ألا أتورط فى مواجهة أعضاء الوزارة الجديدة لأنها وزارة قوية ستأتى بالعجائب، وأن أول عجائبها تعطيل البرلمان لمدة شهر ابتداء من اليوم، ونصحنى بأن أمسك العصاية من الوسط، وأن القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود.

وأشار إلى «الدواة» المملوءة بالحبر الأسود، فنظرت إلى الحبر ثم إلى وجهه وصارحته بأن لا شىء يستطيع أن يغيرنى عن عقيدتى وأننى سأناصر «النحاس باشا» ما دمت أعتقد أنه على حق.

وأنصرفت وأنا أفكر فى هذا الرجل العجيب، بعد أن كان يحادثنى منذ أسبوعين فى فضائل النحاس باشا ويهنئنى على خطتى التى أسير عليها فى مناصرة الوفد!

فتذكرت نفس الرجل الذى خان سيده الأول وولى نعمته «ثروت باشا» بعد تركه رئاسة الوزراء، فقبل أن يعمل مع النحاس باشا فى إدارة المطبوعات وصار «حربا» على ثروت! وها أنذا آراه الآن يخون سيده الثانى ويعمل مع محمد محمود باشا، وانتهيت إلى أن الرجل يسير مع الرابحة يغير مبادئه وأفكاره كما أغير أنا ملابسى!!

وانطلقت إلى إدارة المجلة أطالب الزملاء المحررين بأن يشتدوا فى حملتهم على الوزارة! وفى اليوم التالى وكانت الساعة الثانية بعد الظهر جاءتنى مربية ابنتى تعلن عن قدوم زائر غريب فى الصالون.

دخلت الصالون فإذا بى أرانى وجها لوجه مع الأستاذ فريد الرفاعى، جاءنى يريد أن يطمئن على حالتى النفسية بعد الموقف الذى وقفته معه فى مكتبه بالأمس وأخذ يبذل لى وعودًا جديدة!

وحدث ما لم تتوقعه السيدة روزاليوسف بالمرة فى ذلك اللقاء! وللذكريات بقية!