حديث المصعد

عندما تدخل إلى كابينة المصعد وتجد شخصا تعرفه وتود أن تخبره بأمر ما فإن الوقت المتاح لهذه المحادثة لن يزيد عن 30 ثانية بأى حال من الأحوال، هذا هو المقصود بحديث المصعد Elevator Pitch  وهذا المصطلح يستخدم كثيرا خاصة فى علوم الإدارة وحديث المرءوسين إلى الرؤساء، فرئيسك فى العمل لا يملك الوقت ولا الذهن الخالى لكى تتحدث إليه لمدة ربع أو نصف ساعة فى عدة موضوعات متشابكة أو منفصلة وتدخل فى أدق التفاصيل التافهة بحجة أنك تعرض أمامه الأمر كاملا.

يقولون أيضا إنه أن لم تستطع أن تعرض فكرتك أو تقوم بإيصالها لمن هو أمامك فى دقيقة واحدة فإنه يتعين عليك ان تجلس وتؤلف كتابا حولها، والمعنى هو التأكيد على مهارة الاختصار والتركيز والاختزال غير المخل ولذلك يتم تدريب العاملين أحيانا باستخدام مصعد حقيقي، يتم ابلاغهم بأمر ما قبل فتح المصعد بدقائق ثم يتعين عليهم أن يقوموا بتوصليها إلى المدير الذى يتواجد داخل المصعد فى رحلة لا تتجاوز الثلاثين ثانية ويتم بعد ذلك اللقاء مع المدير والتعرف على ما فهمه ووصل إليه من الأمر ثم يتم بعد ذلك مقارنة الرسالتين أو الأمرين واستخراج الملاحظات وابلاغها للموظف ليقوم بعد ذلك بابلاغها إلى شخص آخر يتقمص دور المدير فى رحلة مصعد أخرى وهكذا حتى يستطيع المتدرب تطوير تلك المهارة لديه بكفاءة وفاعلية.

حديث المصعد لا يجب أن يقتصر على المحادثات الشفهية بل يجب ان يشمل أيضا كتابة الأبحاث والتقارير والخطابات وأسلوب الحديث إلى وسائل الإعلام والعروض التقديمية وخلافه، للأسف لا ينتبه البعض إلى أهمية التجريد والتركيز فيما يقولون ولا حتى فى اللقاءات التى يحدث فيها تواصل مباشر بين المحاضر والجمهور، فإذا وجدت من هم أمامك يتململون فى أماكنهم أو يقوم بعضهم بالعبث بهاتفه المحمول فإن عليك أن تتوقف وتراجع أسلوبك، ناهيك عن ان بعض الجمهور قد يخلد إلى نوع متقطع فاغرًا فاه إلى سقف القاعة.

شاهدت تلك النماذج كثيرا وعلى الجانب الآخر شاهدت نماذج رائعة فى أسلوب الالقاء تجعل الحضور مشدوها ومشدودا طوال الوقت بل وصل التمكن ببعض المحاضرين ان سرق الأضواء حتى من الوسائل الإيضاحية التى يستعين بها فلا يخفض الحضور أنظارهم عنه ولا يتلفتون إلى العرض التقديمى المكتوب وما بين هذا النموذج الرائع والنموذج الآخر الباعث على النوم نتأرجح يوميًا وتضيع الكثير من الرسائل والأفكار.