الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الانتقائى

الذكاء الانتقائى

«عفوًا أنا لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال» هذه هى الإجابة التى تقدمها برامج الذكاء الاصطناعى أحيانًا ،وهى إجابة غريبة أو صادمة وهى إجابة محبطة أيضا، فبعد انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعى منذ الثلاثين من نوفمبر الماضى والجميع يجربها ويسألها وفى الغالب يحصل على إجابات تتراوح فى مستواها بين الإبهار أو العادية أو الأقل من العادية أحيانًا ولكن فى بعض الأحيان يحصل على الإجابة السابقة والتى يشير فيها البرنامج إلى رفضه للإدلاء بأى إجابة على الإطلاق.



«لا يمكننى المساعدة، لأننى مجرد نموذج لغوى وليس لدى القدرة على معالجة وفهم ذلك»، هذه أيضا إجابة أخرى نحصل عليها عند التقدم لتلك التطبيقات ببعض الأسئلة وفى الحقيقة فإن محاولة الفهم لأسلوب تفكير تلك التطبيقات أو المحاذير والممنوعات التى يحظر عليه الإدلاء برأيه فيها لا يمكن وصفها بالمحاولة الناجحة وهنا نجد التساؤلات والتوقعات حول أسلوب العمل فهل تمتنع تلك التطبيقات عن الحديث فى الجنس أم فى المواضيع السياسية أو الدينية الشائكة أم فى أحاديث الكراهية والحض على العنف أم ماذا؟.

لمحاولة الإجابة عن هذه التساؤلات قررت أن أتقدم لأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى بسؤال مباشر عن المجالات التى لا يمكنه تقديم أى معلومات أو تحليلات أو آراء حولها وهنا وجدته قد قسم الإجابة إلى أربعة أقسام رئيسية كما يلى:

أولًا: الآراء الشخصية والمعتقدات، حيث اعترف التطبيق بأنه لا يستطيع أن يكون آراء أو معتقدات شخصية خاصة به فهو مجرد نموذج لغوى وأن كل ما يقدمه يجب أن يكون مبنيًا على الحقائق والدلائل.

ثانيا: الموضوعات الحساسة والجدلية، وبخاصة الثالوث المحرم-السياسة والدين والجنس- حيث أفاد بأنه غير مدرب على الإدلاء بأى آراء فى تلك الموضوعات وأنه يخشى أن يقدم معلومات منحازة أو غير دقيقة.

ثالثا: المعلومات المحظورة، وهنا يقصد المعلومات الخاصة أو التى لها درجة سرية معينة وأن كل ما يستطيع تقديمه يكون من خلال المعلومات المتاحة للعامة.

رابعًا: المعلومات الضارة أو غير القانونية،مثل المعلومات المرتبطة بالكراهية والعنف وعدم المساواة أو الاضطهاد والتحيز.

ثم ختم إجابته بنفس العبارة الشهيرة والتى يوضح فيها أنه نموذج ما زال تحت التمرين وانه مازال يتعلم وأنه يفضل أن يتحدث فى الأمور التى يعرفها.

وبغض النظر عن تلك الإجابة ومدى اتساقها أو اختلافها مع واقع ما يصدر عنه من إجابات وآراء إلا أننا لا نملك إلا أن نصدقه أو على الأقل أن نتظاهر بذلك.