الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأرض تحترق!

الأرض تحترق!

تضرب العالم موجة ارتفاع فى درجات الحرارة نتيجة التغيرات المناخية التى أحدثها الاحتباس الحرارى، وقبل أن أكتب فى هذا الموضوع، رجعت إلى العديد من الأبحاث والدراسات العالمية لبعض المراكز والجامعات الكبرى التى حذرت منذ أكثر من 10 سنوات  من وصول الأرض إلى حالة من الغليان تؤثر سنويًا على حالة المناخ فى معظم أنحاء الكرة الأرضية. 



الأبحاث والمراجع والدراسات العلمية حول تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة منتشرة  فى العديد من المواقع على شبكة الإنترنت.. أنا اخترت أن استمع إلى شرح مبسط عن هذه المشكلة الكبيرة التى ستواجه البشر فى السنوات المقبلة من خلال حلقة تليفزيونية أُذيعت منذ سنوات للعالم الكبير الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه، فقد وصف ارتفاع حرارة الجو بشكل سنوى، إلى تراكم ثانى أكسيد الكربون فى الجو نتيجة زيادة المحروق من النفط والفحم والوقود الأحفورى فى المصانع وفى معظم الأنشطة الصناعية بالعالم.

الدراسات المتعمقة فى المناخ تؤكد أن العالم سيواجه مشاكل لا حصر لها فى إفريقيا وفى أوروبا وفى قارة آسيا وأن هناك احتمالًا لنزوح ملايين من البشر من  دول  مثل نيجيريا والهند وإندونيسيا، هروبًا من ارتفاع حرارة الجو بصورة لم يسبق لها مثيل فى سنوات سابقة.

مصر حذرت من خطورة الأنشطة الاقتصادية التى تؤدى إلى الاحتباس الحرارى وزيادة ثانى أكسيد الكربون منذ سنوات عندما تم إنشاء وزارة متخصصة لشئون البيئة والمناخ، وفى  مؤتمر المناخ العالمى الأخير «cop27» عندما تحدث السفير سامح شكرى وزير الخارجية عن خطورة عدم الوفاء  بالالتزامات الدولية  بشأن المناخ وأن هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 1,5 درجة مئوية مازال بعيد المنال عن التطبيق الواقعى فى الكثير من دول العالم. 

تغير المناخ عملية طبيعية ويعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعنى أساسًا ارتفاع درجات الحرارة.. لكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية الأزمة نظرًا لأن كوكب الأرض عبارة عن نظام متكامل، كل الأمور مرتبطة ببعضها البعض، التغيرات فى منطقة واحدة يمكن أن تؤثر على التغيرات فى جميع المناطق الأخرى كما تشير الدراسات والأبحاث العلمية فى قضية المناخ. 

رجعت إلى بعض النتائج العلمية التى من الممكن أن ثؤثر على البشر فى معظم أرجاء الأرض فوجدت أن العالم مهدد بالجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق العظيمة، وارتفاع فى مستويات سطح البحار مما يؤدى إلى حدوث فيضانات كما أن الارتفاع النسبى لدرجات الحرارة يؤثر بشكل كبير فى ذوبان الجليد القطبى، وانتشار العواصف الكارثية، وبالتالى يحدث تأثرًا شاملًا لكل الأنشطة الزراعية وإنتاج الحبوب والمحاصيل فى العالم.

قبل أزمة كورونا وتحديدًا فى عام 2018، اتفق آلاف من العلماء المتخصصين فى قضايا المناخ  على أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للبشر، ولكن المسار الحالى لانبعاثات ثانى أكسيد الكربون يمكن أن يؤدى إلى زيادة درجة الحرارة العالمية بما يصل  إلى 4.4 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن.

  أكبر 10 دول  فى العالم تساهم  بنسبة 68 فى المائة من الانبعاثات والأنشطة التى تؤدى إلى تأثر المناخ العالمى ولذلك يجب أن تكون هناك قرارات ملزمة للحد من الأنشطة الملوثة للبيئة المؤثرة على جو الأرض وتنفيذ التوصيات الأخيرة لمؤتمر «cop27» الذى عقد فى شرم الشيخ بحضور معظم زعماء وقادة العالم.. والورقة المصرية فى هذا المؤتمر إذا تم تفعيلها من الممكن أن يحدث انفراجة فى الأجواء شديدة الحرارة التى نعانى منها الآن والتى تستمر إلى شهور قادمة.. حماية الأجيال المقبلة مسئولية قادة العالم الآن .. تحيا مصر.