النجاة من الاحتراق

نشرت مجلة الإيكونميست مقالًا منذ سبع سنوات بعنوان «The way out of burnout» يشير كاتبه وهو طبيب نفسى إلى ما يطلق عليه «الاحتراق» وهى الحالة التى يصل إليها الشخص الذى يتعرض إلى الكثير من الضغوطات والتوترات فى العمل والمنزل وفى كل مكان آخر، يتحدث الطبيب فى بداية المقال عن مريض يعانى من أعراض «الاحتراق» وذلك بعد أن حصل على إجازة لمدة أسبوع.

قبل أن نستطرد فيما جاء بالمقال نشير إلى أن أعراض الاحتراق متعددة منها الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق وقلة التركيز وصعوبات الهضم والنوم وقلة الحماس وأحيانا الإحساس باليأس وعدم الجدوى وهى أعراض وأحاسيس قد تتطور إلى انعكاسات خطيرة وأمراض مميتة.

الخطة الموضوعة للاسترخاء كانت تشمل النوم متأخرًا وقراءة رواية مسلية والكثير من رياضة المشى مع الاستماع إلى موسيقى مبهجة ومشاهدة أحد مسلسلات الفانتازيا الخفيفة ولكن ما حدث كان مختلفًا، فالمريض قام بالحجز لزيارة عدد من المتاحف والحفلات الموسيقية كما ارتبط بعدد من الأصدقاء للقاء على الغذاء والعشاء فى بعض المطاعم كما زار  إحدى الصلات الرياضية عدة مرات كما قام بحضور عدد من دروس تعليم اللغة الاسبانية كما قام ببعض الأعمال المنزلية مثل تركيب إحدى قطع الأثاث الجديدة بنفسه.

النتيجة معروفة بالطبع فبعد انتهاء الاجازة شعر أنه أكثر تعبًا إرهاقًا وأن الإجازة لم تسهم باى صورة فى تقليل الإحساس بالاحتراق وعليه فقد أفضى بكل الشكاوى والأحاسيس السلبية إلى طبيبه النفسى فى أولى جلسة علاجية بينهما.

النجاة من الاحتراق او كما جاء بعنوان المقال المنشور The way out of burnout لا يمكن أن يتم من خلال جدول مشحون كما حدث، فالأمر يحتاج إلى الكثير من النوم والراحة بصورة غير منتظمة كما ينبغى ألا تشمل الأوقات أى التزامات وتوقيتات وكذا أيضا الكثير من الاكل الصحى البسيط والكثير من المشى والتأمل والصلاة والحديث البسيط الإيجابى مع الاسرة والاهل والأصدقاء ومتابعة عمل درامى خفيف أوقراءة رواية بسيطة شيقة ذات نهاية سعيدة.

هل تشعر عزيزى القارئ أن شيئًا ما مفقود. نعم بالضبط كما توقعت، البعد نهائيًا عن التكنولوجيا الرقمية، عن الحواسب الآلية والهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعى اللعينة.