الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
  باكورة السينما المصرية شرف البدوى والأزهار المميتة!

باكورة السينما المصرية شرف البدوى والأزهار المميتة!

«كانت مصر من أوائل بلاد العالم التى عرفت السينما إذ أن أول عرض سينمائى تجارى فى العالم كان فى «28 ديسمبر سنة 1895» فى الصالون الهندى بالمقهى الكبير «جران كافية» فى شارع كابوسين فى باريس، بينما تم أول عرض سينمائى فى بلادنا بعد ذلك بأسبوع بالإسكندرية فى مقهى زوانى فى أوائل يناير 1896، أما أول عرض بالقاهرة فكان فى 28 يناير 1896 فى سينما سانتى بالقرب من فندق شبرد القديم!



بهذه المعلومة المهمة يبدأ الأستاذ الكبير «سعد الدين توفيق» رواية تاريخ السينما فى كتابه الممتع «قصة السينما فى مصر: دراسة نقدية» الذى صدر فى سلسلة كتاب الهلال عدد أغسطس 1969.

ويمضى سعد الدين توفيق فيقول: وفى أوائل القرن العشرين ظهرت أفلام مصرية إخبارية قصيرة صورها أجانب فى بلادنا، أما أول الأفلام الروائية فلم تظهر إلا فى سنة 1917،

أنتجتها الشركة السينمائية الإيطالية المصرية، وكانت شركة إيطالية قامت بتصوير فيلمين قصيرين هما «شرف البدوى» و«الأزهار المميتة» وعرض الفيلمان بسينما «شانتكلير» بالإسكندرية ولم يحققا نجاحًا يذكر لرداءة مستواهما الفنى وقد اشترك «محمد كريم» فى تمثيل الفيلمين!

وبعد أن أفلست الشركة سافر محمد كريم إلى إيطاليا وبعدها إلى ألمانيا لدراسة هذا الفن الذى أحبه والذى قرر أن يكرس له حياته.

وعن أول ممثل سينمائى يحكى سعد الدين توفيق:

«وفى سنة 1918 قام مصور إيطالى اسمه «لاريتشى» بإخراج فيلم فكاهى قصير اسمه «مدام لوريتا» قام ببطولته «فوزى الجزايرلى» وابنته «إحسان الجزايرلى» مع عدد من ممثلى فرقة الجزايرلى التى كانت تعمل وقتئذ على مسرح دار السلام بحى سيدنا الحسين، وكان هذا المسرح يواجه سينما الكلوب الحسينى وكان يملك المسرح والسينما الحاج «عبدالرحمن صالحين».

وقصة الفيلم مأخوذة عن مسرحية فكاهية كانت تقدمها فرقة الجزايرلى، وقد صورت كل مناظر الفيلم فى الشوارع لأنه لم يكن هناك فى ذلك الوقت ستوديوهات سينمائية بالقاهرة.

وعرض الفيلم فى سينما الكلوب الحسينى، ولكن هذه التجربة لم تكن ناجحة! فقد كان الفيلم صامتًا، ولهذا لم يجد فوزى الجزايرلى نفسه فى هذا الفيلم، إذ أنه كان على المسرح يعبر عن نفسه بالحوار وبالنكتة اللفظية، أما الفيلم فلم يعطه هذه الفرصة!

ولذلك لم يكرر فوزى الجزايرلى هذه التجربة إلا بعد أن انطقت السينما المصرية، ولم يثر الفيلم اهتمام الصحف وقتذاك إلا أن التاريخ سجل أنه قدم للسينما فى بلادنا أول ممثل سينمائى مصرى وهو فوزى الجزايرلى! ولحكايات السينما بقية!