الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى السطحى

الذكاء الاصطناعى السطحى

على الرغم من أن مفهوم الذكاء الاصطناعى هو مفهوم عام وقديم فإنه لم يطفو على السطح بصورة يعرفها الجميع حتى ظهور تطبيق معالجة النصوص ChatGPT الشهير فى الثلاثين من نوفمبر من العام الماضى، ومنذ ذلك التاريخ والجدل لم يتوقف حول المجالات التى يقتحمها وكذا أيضًا الطرق المختلفة للاستخدام، منها ما هو متعلق بإحلال تلك الأنظمة محل البشر فى العديد من الوظائف وكذا أيضًا أمور أخرى مرتبطة بانتهاكات الملكية الفكرية أو قيام تلك الأنظمة بالترويج للأخبار الكاذبة والمغلوطة أو ما تحمله تلك الأنظمة من انحيازات فيما تقدمه من نتائج ومقترحات.



خلال الشهور الأولى لظهور هذا التطبيق، اعتمد بالأساس على قاعدة بيانات كبيرة تحتوى على كم مهول من المعلومات قبل أن يتطور إلى أن يكون التطبيق متصلًا بشبكة الإنترنت اتصالًا مباشرًا ومستمرًا وهنا بدأ البعض فى التساؤل حول أى جزء من أجزاء الإنترنت يستطيع هذا النظام الاتصال به والاستفادة بما يحتويه من معلومات.

فمن المعروف أن شبكة الإنترنت تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى الإنترنت السطحى والإنترنت العميق والإنترنت المظلم حيث يحتوى الجزء الأول على جميع البيانات والمعلومات المنشورة بصورة علنية وتستطيع محركات البحث الوصول اليها والتعامل معها فيما يشمل الجزء الثانى- الإنترنت العميق- على الأجزاء التى لا تستطيع محركات البحث الوصول إلى محتواها نظرًا لأن هذا المحتوى ليس متاحًا للعامة ببساطة؛ لأنه قد يحتاج إلى كلمات سر أو اشتراك فى المواقع التى تقدمه، أما الجزء الثالث- الإنترنت المظلم- فإنه هذا الجزء من الإنترنت الذى عادة ما يكون مرتعًا للأعمال الإجرامية المخالفة للقوانين حيث تتم أغلب تلك المعاملات من خلاله.

وعند محاولة التعرف على أى من الأقسام الثلاثة تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعى المتصلة بشبكة الإنترنت رؤيتها، جاءت الإجابة ببساطة أن تلك الأنظمة لا تستطيع أن ترى ولا تتعامل إلا مع الإنترنت السطحى Surface Web وعليه فإنه يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعى الحالى يمكن أن نطلق عليه تعبير «الذكاء الاصطناعى السطحى» والأرقام تتحدث عن إن 90% من البيانات والمعلومات موجودة فى الإنترنت العميق؛ وهذا معناه أن ما تقدمه تلك الأنظمة ليس عميقًا بالقدر الكافى ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس قصورًا فى خوارزميات الذكاء الاصطناعى ولكنه قصور فيما هو مسموح لها من بيانات ومعلومات وهذا أيضا لا يعنى أن كل أنظمة الذكاء الاصطناعى تكون بنفس العمق فمن المتوقع وجود أنظمة أخرى أكثر عمقًا وأكثر قدرة على تقديم نتائج مبهرة ولكنها ليست متاحة للعامة ولن تكون كذلك على الإطلاق سواء من خلال قدرتها على الإبحار فى الإنترنت العميق أو حتى الإنترنت المظلم.