الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مستقبل التواصل الاجتماعى

مستقبل التواصل الاجتماعى

عند الحديث عن تطبيقات التواصل الاجتماعى الكثيرة فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو هذا الكم الكبير من الانتشار ومن الاستخدام الذى يصل إلى حد الإدمان فى الكثير من الأحيان، وهذا يرتبط ارتباطًا كبيرًا بالنظر إلى الوظيفة الأساسية لتلك التطبيقات ألا وهو «التواصل» بين الأهل والأصدقاء وزملاء العمل أيضًا.



الحديث يتطرق أيضًا إلى أشكال تلك التطبيقات فبعضها يعتمد بالأساس على الرسائل النصية فيما يعتمد الأغلب على الوسائط المتعددة من كتابة وصوت وصورة وتظل الفروق بين تلك التطبيقات تعتمد على تلك الأنماط بالرغم من محاولة أغلب تلك التطبيقات فى الفوز بجزء أكبر من الكعكة من خلال إضافة أنماط أخرى للتواصل، فعلى سبيل المثال بدأ تطبيق تويتر - إكس حاليًا - كوسيلة تعتمد على الرسائل النصية القصيرة فقط ثم تطور الأمر بإضافة الصور والمقاطع الصوتية والمصورة، مثال آخر هو تطبيق انستجرام الذى بدأ معتمدًا بالأساس على الصور ثم أضاف باقى الخصائص فى وقت لاحق ربما لم ينج من حمى الإضافات تلك إلا تطبيق اليوتيوب الذى استمر معتمدًا بالأساس على المقاطع المتحركة مثلما كانت بدايته عام 2005.

خلال أكتوبر من عام 2021 خرج علينا ماركزوكربيرج رئيس مؤسسة شركة الفيسبوك بتصريح أعرب فيه عن تغيير اسم الشركة إلى «ميتا» وإضافة نمط جديد للتواصل الاجتماعى ثلاثى الأبعاد سماه «الميتافيرس» وهو الذى شغل حيزًا كبيرًا من تفكير وحديث المتخصصين وغير المتخصصين لمدة ليست بالقصيرة مع الكثير من المميزات ومن التخوفات أيضًا قبل أن يتوقف الحديث عنه تقريبًا بعد عام تقريبًا وذلك عندما ظهر تطبيق معالجة النصوص ChatGPT الذى يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تحليل ومقارنة وصياغة المحتوى المكتوب وكذا أيضًا انتشار تطبيقات أخرى لمعالجة الملفات الصوتية ومقاطع الفيديو أو للصور الثابتة.

هذا التوقف شبه الكامل عن الحديث عن التواصل الاجتماعى ثلاثى الأبعاد أعاد العالم مرة أخرى إلى خانة الاكتفاء والاعتماد على تطبيقات التواصل الاجتماعى بصورتها التقليدية ثنائية الأبعاد مع التوجه نحو المزيد من الخصائص والإضافات لامكانياتها ومنها دمج تلك التطبيقات واعتمادها على الذكاء الاصطناعى بصورة أكبر وهنا يعود السؤال إلى الظهور على السطح مرة أخرى عن مستقبل تلك التطبيقات هل ستستمر كما هي، هل ستحتدم المنافسة بين عمالقة الشركات المنتجة لها، هل ستختفى بعض التطبيقات أو على الأقل يقل الاعتماد عليها فى مقابل زيادة الاعتمادية على تطبيقات أخرى جديدة أو قائمة بالفعل. وإذا كان الدمج مع أنظمة الذكاء الاصطناعى هو أحد تصورات مستقبل تطبيقات التواصل الاجتماعى بالفعل فهل سيقتصر الوضع على تلك الإضافة فقط أم سيزداد الإقبال على صورة من صور المحتوى المقدم ولنقل الصورة المتحركة من خلال مقاطع الفيديو وتنحسر باقى أشكال المحتوى كالمنشورات النصية مثلًا، أم سيشمل الأمر أيضًا المزيد من الاهتمام بأمن تلك الأنظمة ومدى احترامها لقواعد الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين أم سيشمل الأمر أيضًا المزيد من التوجه نحو استخدام تلك التطبيقات فى مجالات التسويق الرقمى وباقى عناصر المعاملات الرقمية المالية-التكنولوجيا المالية- ليكون اقتصاد المستقبل أكثر رقمية عن الوضع الحالى وماذا عن باقى المجالات المرتبطة بالثقافة والمعرفة والاهتمام بتنمية الوعى وبناء الإنسان، أم سيحدث انهيار مفاجئ فى تلك التطبيقات واستخداماتها ليعتمد مستخدم المستقبل على تطبيقات أخرى لإدارة شئون حياته المختلفة.

كل ما سبق عبارة عن أسئلة وتساؤلات وتوقعات عن مستقبل مجهول للتواصل البشرى عبر الشبكات أرى أن تلك التساؤلات لا ولن تجد أى إجابات على الأقل فى المستقبل القصير المنظور ولذلك يبقى الوضع على ما هو عليه وحتى إشعار آخر.