الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وداعًًا لأنصاف المواهب

وداعًًا لأنصاف المواهب

يقول جبران خليل جبران «لا تعش نصفَ حياة.. لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين...لا تعش نصفَ حياة، ولا تمت نصفَ موت، لا تختر نصفَ حل، ولا تقف فى منتصفِ الحقيقة، لا تحلم نصفَ حلم، ولا تتعلق بنصفِ أمل».



حديث جبران عن المنتصف هو حديث حماسى تحفيزى فالمنتصف لا يليق بمن ينشدون الكمال والفعالية والكفاءة والحقيقة أن «المنتصف» الذى يتحدث عنه فى كلماته هو أمر نسبى نوعًا ما فالبعض لا يعرف أنه يعيش نصف حياة أو يصادق نصف أصدقاء، فيتصور أن حياته هى الأفضل وليس فى الإمكان أبدع مما كان وأن أصدقاءه ليسوا أنصاف أصدقاء وهذا يعود إلى خلل فى إدراكه لمعنى ومفهوم الصداقة.

أمر مشابه فى أنصاف المواهب، فحين يقول لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا نجد أن البعض يعرف ذلك بالفعل فيعتقد أن ما يقرأه هو قمة الإبداع وهذا يعود ببساطة إلى ضحالة معرفته بالموضوع الذى يقرأ فيه وهذا يعود إلى عدة أسباب قد يكون أحدها متعلق بقلة المصادر الأخرى للحصول على المزيد من المعلومات حول نفس الموضوع.

والآن بعد أن انتشرت تطبيقات الذكاء الاصطناعى المتعددة ومنها بالطبع تطبيق معالجة النصوص الشهير ChatGPT والذى أصبح يتيح إمكانية الحصول على معلومات مرتبة ومتسقة حول موضوع ما، أو حتى كتابة مقال أو بحث علمى أو رواية أدبية، فإن هذا المحتوى الناتج يقفل الباب أمام أنصاف المواهب التى تحاول فرض نفسها أحيانا فى الأوساط المختلفة فى كل مكان، فحين تتم مقارنة ما يقدمه البعض بما ينتج من تلك التطبيقات، نجد أن الكفة تميل إلى جهة الذكاء الاصطناعى من حيث الجودة والشمولية والصياغة وعليه فإن وجود تلك التطبيقات يتيح للجميع اكتشاف مدى ضحالة ما يقدمه أنصاف المواهب وعلى الجانب الآخر نجد أن المواهب الحقيقية لا تعادى الذكاء الاصطناعى ولا تحتقره بل تستفيد منه ليعاونها فى إصدار محتوى أكثر جاذبية وفعالية وكفاءة، يحدث هذا فى كل المجالات التى طرقها الذكاء الاصطناعى حيث يكون السر فى كيفية الاستعانة به من أجل المزيد من التجويد والتحسين لما يقدمه أصحاب المواهب الحقيقية وهنا أستطيع أن أقول إن انتشار تلك التطبيقات ستجعلنا نودع أنصاف المواهب ونلمس المزيد من التجويد فى إبداعات الموهوبين الحقيقيين.