الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العبث الاصطناعى

العبث الاصطناعى

يعرف المتخصصون فى الدراما المسرحية تلك الحركة التى بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدًا عام 1953 والمعروفة بمسرح العبث أو اللا معقول وهى الحركة التى قام بها عدد من الأدباء الشبان كنوع من التمرد على كل القواعد المسرحية المستقرة وذلك نتيجة الحروب المتتالية وما خلفته من إحباطات وعدم ثقة، وكانت البداية مع مسرحية للكاتب صمويل بيكيت بعنوان «فى انتظار جودو» كانت شديدة الغموض من حيث الفكرة والهدف والرمزيات وعدم وجود عقدة تقليدية وانعدام الحل وهو لا يزال يثير الجدل حتى يومنا هذا.



فى حقبة الستينيات وتحديدًا عام 1962 دخل الكاتب الكبير توفيق الحكيم على الخط بمسرحية «ياطالع الشجرة» والتى قوبلت بالكثير من الجدل أيضًا وبغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف والقبول أو الرفض لهذا النوع من الإبداع الإنسانى فإن الحديث الدائر حاليًا حول تقنيات الذكاء الاصطناعى واستخدامها فى إنتاج محتوى أدبى سواء أكان رواية أو مسرحية أو أبيات من الشعر ومدى قدرة تلك الأنظمة على توليد محتوى إبداعى ومقارنة ذلك بما يستطيع المبدعون القيام به وإنتاجه وهو جدل مستمر يثير الكثير من التخوفات ولا يتمتع إلا بأقل القليل من الترحيب من قبل المبدعين بصورة خاصة ومن جمهور المستفيدين بصورة عامة أيضًا.

فهل معنى ذلك أن الإبداع البشرى سيتوقف أمام إبداع الآلة السريع والمتنوع أم أنها ستظل محدودة فيما ينتج عنها من محتوى ويتبقى للعقل البشرى خصوصيته وتفوقه، تلك الأسئلة وغيرها لا يوجد إجابة حاسمة لها حتى الآن فالبعض يرى أن ما ينتج من أنظمة الذكاء الاصطناعى مازال محدودًا من حيث الجودة والبلاغة وسيتيمر كذلك فيما يرى البعض الآخر أنه يتطور تطورا كبيرا وربما يفوق الإبداع البشرى المستقر وبين هذا وذاك نجد البعض الآخر والذى ينظر إلى الأمور بصورة أراها أكثر اعتدالا وواقعية حيث يعتبر أن أى نتاج لتلك الىلات لن يستطيع أن يتفوق على الإبداع البشرى مهما حدث وأن المهارة المطلوبة للمبدعين فى المستقبل هى القدرة على التعامل مع تلك الأدوات لمساعدتهم فى إنتاج محتوى أكثر جودة وأكثر ابداعا.

وفى هذا الصدد حاولت أن اختبر مدى قدرة الذكاء الاصطناعى على العبث والجنون وذلك بطلب أن يقوم بكاتبة قصة قصيرة لا معقولة فكانت النتيجة كما يلى «ذات مرة، كان هناك رجل وزوجته يعيشان فى بلدة صغيرة. كان الرجل رجلًا عاديًا جدًا، لكن زوجته كانت غريبة جدًا. كان لديها أنف طويل وفم كبير وشعر أخضر.

ذات يوم، كان الرجل وزوجته يسيران فى الغابة عندما صادفا أرنب يتحدث. أخبرهم الأرنب أنه ساحر ويمكنه أن يمنحهم أمنية واحدة، تمنى الرجل على الفور مليون دولار. لكن زوجته كانت لديها فكرة مختلفة. كانت تتمنى أن يكون أطول من أنفها.

أعطى الساحر رغباتهم، وعاد الرجل وزوجته إلى المنزل. كان الرجل سعيدًا جدًا بمليون دولار، لكن زوجته كانت أكثر سعادة بأنفها الطويل، كانت تتجول فى المدينة، وتتباهى بأنفها للجميع. كان الناس فى البلدة متفاجئين للغاية، لكنهم اعتقدوا أيضًا أن الأمر مضحك للغاية.

ذات يوم، كانت زوجة الرجل تمشى فى الشارع عندما رأت لافتة لسيرك. تقول اللافتة إن السيرك كان يتنافس على أطول أنف، زوجة الرجل قررت الدخول فى المسابقة وفازت!

حصلت على جائزة إمداد مدى الحياة من الجزر.

كان الرجل وزوجته سعداء جدًا بجائزتهما. كان الرجل سعيدًا لأن لديه مليون دولار، وكانت زوجته سعيدة لأنها كانت تمتلك أنفًا طويلًا ومخزونًا مدى الحياة من الجزر».

لا تعليق