ولد ميتًا

فى الخامس من يوليو الماضى أطلقت شركة ميتا تطبيقا جديدا للتواصل الاجتماعى أطلقت عليه اسم «ثريدز» Threads وشركة ميتا لمن لا يعرف هى الشركة المملوكة لعملاق التكنولوجيا الأمريكى مارك زوكربيرج والتى تحتوى شركته على أربعة تطبيقات هى الأشهر فى التواصل الاجتماعى من حيث عدد المستخدمين والانتشار والشهرة.

التطبيقات الأربعة هى: فيس بوك وانستجرام وماسينجر وواتس آب، وجاء إطلاق التطبيق الأخير كنوع من المنافسة مع تطبيق تويتر لمالكه ايلون ماسك، وحاول مارك فى استراتيجية اطلاق هذا التطبيق الاستفادة من قاعدة المستخدمين الكبيرة لتطبيق انستجرام فبمجرد إنشاء حساب على التطبليق يجد المستخدم كل قائمة الأصدقاء والتابعين الموجودة فى انستجرام قد انتقلت الى التطبيق الجديد.

هذا الارتباط بين التطبيقين أدى الى وصول اعداد المشتركين فى التطبيق الجديد الى 30 مليون مستخدم بعد مرور 24 ساعة من إطلاقه  وحوالى 100 مليون مستخدم بنهاية اول أسبوع، والحقيقة أن اعداد المستخدمين خادعة نوعا ما فهناك فارق كبير بين المستخدم والمستخدم النشط، فالأول هو من قام بالتسجيل فى التطبيق ولكن هذا لا يعول عليه مثلما هو الحال مع المستخدم النشط الذى يعرف بأنه المستخدم الذى يداوم على الاستخدام بصورة دورية قد تكون يومية أو أسبوعية أو شهرية.

فعلى سبيل المثال فإن المستخدمين النشطين للتطبيق كان عددهم فى حدود 50 مليون مستخدم بعد يومين من إطلاقه وهو ما تقلص إلى حوالى 23 مليون مستخدم بعد عشرة أيام من الإطلاق ووصل إلى حوالى 13 مليون مستخدم فقط بعد ما يقرب من شهر منذ الإطلاق.

وحاليا نجد الكثير من الأخبار عن انهيار أعداد المستخدمين النشطين وتراجع معدلات المشتركين الجدد أيضا بما قد يتعدى الـ80% خلال الأسبوع الماضى.

والحقيقة أن هذا التراجع يجعلنا نصف التطبيق الجديد بأنه «ولد ميتا» والسبب ببساطة أن التطبيق لم يقدم جديدا فعلى الرغم من بعض الإمكانيات الكبيرة فى عدد الحروف التى يسمح بها فى كل رسالة إلا أن التطبيق يفتقر إلى بعض الخصائص الرئيسية والمهمة مثل خاصية الرسائل المباشرة Direct Messages بين المستخدمين كما انه لا يحتوى على أى خصائص جديدة أو جذابة تدفع المستخدمين الى التمسك بالتطبيق وهو ما يجعل هذه التجربة هى أكبر مثال على عدم دراسة احتياجات المستخدمين وحاجاتهم وأنماط الاستخدام، فالأمر لا يعدو مجرد حماس غير مدروس ولذلك فجاء الانهيار سريعا وفى أقل من شهر.