الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمة قادة الأمازون تعقد فى البرازيل لإيجاد حلول ملموسة لتغير المناخ

إنقاذ رئة الأرض

بدأت أمس قمة تجمع الدول التى تتشارك حوض الأمازون فى مدينة بيليم البرازيلية للبحث فى التحديات التى تواجها المنطقة، على أمل إيجاد حلول ملموسة لظاهرة تغير المناخ.



ومن بين المسائل التى يتم مناقشتها، الاستراتيجيات المشتركة لمكافحة قطع أشجار الغابات وتعزيز التنمية المستدامة فى هذه المنطقة الشاسعة التى تؤوى حوالى 10% من التنوع البيولوجى على الكوكب.

وتجمع القمة التى تستمر حتى اليوم الأربعاء، ممثلين للدول الثمانى الأعضاء فى منظمة معاهدة التعاون فى (منطقة) الأمازون التى أنشئت فى العام 1995 لحماية الغابات المطيرة.

ويستقبل الرئيس البرازيلى اليسارى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا نظراءه من بوليفيا وكولومبيا وغيانا والبيرو وفنزويلا، فى حين يمثل الإكوادور وسورينام وزراء.

وقال لولا امس الأول خلال احتفال رسمى فى مدينة سانتاريم فى محيط الأمازون «يجب الحفاظ على (الأمازون) ليس كمحمية، بل كمصدر للتعلم للعلماء فى كل أنحاء العالم، من أجل إيجاد سبل للحفاظ على الغابة والسماح لأولئك الذين يعيشون هنا بالعيش بكرامة». وتستضيف مدينة بيليم الساحلية البالغ عدد سكانها 1,3 مليون نسمة مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب30) فى العام 2025.

«توافق تدريجى»

وقالت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا امس الأول فى بيليم «لا يمكننا السماح بوصول الأمازون إلى نقطة اللاعودة».

وإذا تم الوصول إلى نقطة اللاعودة، ستصبح الأمازون تصدر كمية من الكربون أكثر مما تمتصه، وهو أمر سيؤدى إلى تفاقم ظاهرة احترار الكوكب.

ومن المقرر نشر إعلان مشترك فى ختام القمة يتضمن التزامات الدول الأعضاء فى منظمة معاهدة التعاون فى (منطقة) الأمازون.

من جهته، قال وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا إن إعلان بيليم «تفاوضت عليه الدول الثمانى فى وقت قياسى، أكثر من شهر بقليل».

وينص الإعلان الختامى على «الأهداف والمهمات الجديدة» التى ينبغى إنجازها للحفاظ على أكبر غابة مدارية على هذا الكوكب.

ويتمثل أحد التحديات الرئيسية فى إيجاد خطة عمل مشتركة لوقف قطع الأشجار غير القانونى.

وغالبا ما تحوّل الأراضى التى قطعت فيها الأشجار إلى مراع للماشية لكن منقّبين وتجار أخشاب يتسببون أيضا فى الدمار.

ومع عودته إلى السلطة فى يناير، تعهد لولا إنهاء إزالة الغابات بحلول العام 2030 التى ازدادت بشكل حاد فى عهد سلفه اليمينى المتطرف جايير بولسونارو. ويقع 60% من غابات الأمازون فى الأراضى البرازيلية.

لكن مارينا سيلفا تدرك أن كل بلد سيسير بوتيرته الخاصة وأوضحت أمس الأول «لا نريد أن نفرض وجهات نظرنا، علينا أن نتوصل إلى إجماع تدريجي».

من جهتها، تريد نظيرتها الكولومبية سوسانا محمد أن يتضمن الإعلان الختامى الهدف المشترك المتمثل فى الحفاظ على «80% من الأمازون بحلول العام 2025».

من جانب آخر، تطالب كولومبيا بتحول أسرع فى مجال الطاقة مع اقتصاد لا يعتمد على النفط، وهو ما يبدو غير وارد فى الوقت الحالى بالنسبة إلى الدول المنتجة للنفط والغاز الرئيسية مثل فنزويلا والبرازيل.

«حوارات أمازونية»

كذلك، التقى الكثير من زعماء السكان الأصليين فى بيليم حيث شاركوا نهاية هذا الأسبوع فى مؤتمر بعنوان «حوارات أمازونية».

وهم يأملون فى الإصغاء إلى مطالباتهم خصوصا فى ما يتعلق بالحق فى الأرض.

وقال الكولومبى داريو ميخيا، عضو المنتدى الدائم للأمم المتحدة لقضايا السكان الأصليين لوكالة فرانس برس «يجب النظر إلى الشعوب الأصلية على أنها هيئات تعود إلى آلاف السنوات».

وأعرب عن أمله فى أن يتمكّن القادة من «الاتفاق على إقامة السلام مع الطبيعة».

مشاركة دول غير أعضاء

واليوم الأربعاء، تستمر القمة بمشاركة دول غير أعضاء فى المنظمة دعيت إلى بيليم مثل فرنسا التى لديها أراض ضمن حوض الأمازون وهى غويانا، ممثلة بسفيرتها فى برازيليا بريجيت كوليه.

كذلك، دعيت إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل اللتين تعدّان موطنًا لغابات مطيرة شاسعة فى قارات أخرى.

أزمة الأمازون

تعد غابات الأمازون بمثابة الرئة الخضراء للأرض، وتمثل أكثر من نصف الغابات المطيرة المتبقية على كوكب الأرض، والحاضنة الأهم لأكبر تنوع بيولوجى فى العالم، حيث تمثل وحدها 10% من إجمالى الكتلة الحيوية للكوكب.

تخزن غابات الأمازون المطيرة والغابات الاستوائية الأخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمى.

كما تنتج كميات هائلة من المياه، تسمى بـ»الأنهار الطائرة”، تنقل المياه والرطوبة لأمريكا الجنوبية بأكملها.

يقع الجزء الأكبر منها فى البرازيل، وتمتد داخل 7 دول أخرى فى أمريكا الجنوبية: بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغيانا وبيرو وسورينام وفنزويلا.

فى جميع أنحاء الأمازون، يعود سبب فقدان الغابات إلى حد كبير إلى التوسع فى الاستيلاء على الأراضى وتربية الماشية والزراعة، إلى جانب التعدين غير القانونى وقطع الأشجار.