الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

10 سنوات على ذكرى أكبر جريمة إرهـابية مكتملة الأركان فى قلب العاصمة

«روز اليوسف» توثق تفاصيل أخطر 54 يومًا عاشتها القـاهرة والجيزة تحت الإرهاب المسلح فـى ميدانى رابعة والنهضة

10 سنوات مضت على فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية فى ميدانى «رابعة العدوية والنهضة» المسلح، والذى قامت به الجماعة الارهابية لتحقيق أهدافها الدموية والإرهابية وتنفيذ مخططاتها التخريبية والوقوف أمام رغبات الشعب المصرى الذى خرج بالملايين ليعلن رفضه لحكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد كشف مخططاتها الإرهابية تجاه البلاد, وأمام رفض الشعب المصرى لتواجد الإخوان بالحكم سارعت عناصر الجماعة الارهابية بالاحتشاد فى ميدانى رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة فى الجيزة ودبروا اعتصاما مسلحا إرهابيا  داخل نطاق «رابعة العدوية» و«النهضة» لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع وتعطيل وسائل النقل العامة وإحداث شلل مرورى تام وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن العامين من خلال إثارة أعمال الشغب والعنف ضد المواطنين متحدين رغبات الشعب المصرى الذى رفض حكم الاخوان للحفاظ على الوطن من مخططات التقسيم التى كانت تسعى إليه.



كتب - أسامة رمضان ومحمود محرم

فى حين سعت الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها إنهاء اعتصامى «رابعة، والنهضة» بكل الطرق والسبل السلمية الممكنة، من خلال فتح الطرق لجميع الوساطات عبر أطراف داخلية وخارجية دولية، حرصا على السلامة العامة للجميع ودون تعريض أى من الأطراف للمواجهة، إلا أن الجماعة الإرهابية أبت أن يكون هناك حل سلمى يحقن الدماء ويحافظ على الوطن، ورفضت كافة الدعوات الرسمية والمدنية لإخلاء الميدان، وفتح الشوارع الرئيسية المحيطة به، وهددت بتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية بعضها وقع بالفعل، وكان لمحافظة شمال سيناء النصيب الأكبر منه باستهداف المؤسسة العسكرية، وأحرق عناصر التنظيم عشرات الكنائس وأقسام الشرطة بمختلف المحافظات، بينما كانت تتواصل الدعوات المحرضة من أعلى منصة رابعة حيث تحولت منابر هذا الاعتصام إلى منصات للتحريض وإصدار فتاوى القتل والحرق والتدمير لكل من يخالف رأيهم واستخدم السلاح ضد الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء, لعل أبرزها ما جاء على لسان القيادى محمد البلتاجي، عضو مجلس شورى الإخوان، حين قال: إن «الإرهاب فى سيناء سوف يتوقف بمجرد عودة محمد مرسى إلى الحكم» فى حين سارعت قيادات الجماعة إلى الهروب خارج البلاد تاركين الشباب المخدوع بشعارات براقة وشعارات سياسية من أجل السيطرة والتأثير عليهم, مستغلين المنصات فى إخفاء أسلحة ومتفجرات بالداخل ضمن مخطط تخريبى كان يستهدف إسقاط الدولة. 

اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية السابق، كان له تصريحات إعلامية سابقة سجلها للتاريخ كأحد شهود العيان على الأحداث فى هذه القضية.. حيث أكد أن تجمعات رابعة والنهضة كانت جريمة متكاملة الأركان، ومخطط خارجى هدفه الضغط على الدولة المصرية بقصد للجلوس على مائدة المفاوضات مع الإخوان.. لافتًا إلى أن الوفود الأجنبية والدولية كانت تتسابق لزيارة مصر بغرض الجلوس مع قيادات الإخوان داخل السجون، للتفاوض مع الدولة المصرية على عمل انتخابات رئاسية مبكرة وإخراج العناصر الإخوانية من السجون، مؤكدًا أن محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية وقتها كان هو من يتبنى تلك المفاوضات، مشيرا إلى أن الإخوان استغلوا تلك التجمعات فى إحداث العديد من الأزمات التى كان هدفها إسقاط الدولة المصرية، وكان أبرزها أحداث الحرس الجمهورى التى خططوا من خلالها لمحاولة تهريب الرئيس المعزول مرسى.

خبراء: الاعتصام كان خطة أوروبية لفرض وجـود دولـة مسلحـة داخـل الـدولـة

كتب - محمود محرم

ما حدث فى رابعة لم يكن بدايته فى 14 أغسطس 2013 وإنما بدأ منذ 28 يناير 2011 عندما بدأت الجماعات المنظمة والمسلحة للإخوان فى المواجهة المسلحة مع الشرطة والأمن المصرى وما أعقبها من عمليات حرق واسعة النطاق للمبانى الحكومية والمحاكم والمولات.. وبدأ التمهيد لمواجهة رابعة قبل الواقعة فى 21 يونيو 2013 عندما بدأت جماعات الإخوان تتمركز فى ميادين مصر المختلفة وعندما فشلت فى احتلال ميدان التحرير فإنها ركزت تجمعاتها فى ميدانى رابعة فى مدينة نصر والنهضة أمام جامعة القاهرة.. كان ذلك قبل تسعة أيام من قيام ثورة 30 يونيو 2013 وقبل 54 يومًا من فض الاعتصام.. وأكد خبراء فى شئون الحركات الاسلامية أن اعتصام رابعة والنهضة المسلحين كانا بمثابة أيقونة الخراب والدمار لمصر ما لم تتم الاستجابة لمطالب العصابة الإخوانية بعودة الشرعية المزعومة وفض الاعتصام كان بداية نجاح الجمهورية الجديدة ونقطة فاصلة لنجاح 30 يونيو.

وقال ثروت الخرباوى الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، إن فض اعتصام رابعة والنهضة هى بداية نجاح بناء الجمهورية الجديدة التى يجب أن يكون لها سلطة القضاء على تعديات الأمن العام والمواطن, لافتا إلى أن القانون المتاح وقتها كان القانون 107 وهو قانون حماية المتظاهرين الذى وضعه الإخوان، ووضعوا القواعد الخاصة لفض الإعتصامات غير السلمية باستخدام القوة المفرطة إذا كانت هناك مواجهة مسلحة.

واضاف الخرباوى: هذا الاعتصام وفق اعترافات الإخوان كان مسلحا وأى دولة لها مؤسسات لا تسمح أن يكون هناك اعتصامات مسلحة ولنا أمثلة عالمية على ذلك باستخدم القوة فى فض الاعتصامات المسلحة مثل ما حدث فى إيطاليا فرنسا، مشيرا إلى أن اعتصام رابعة عطل سبل الحياة، وكانت رسالته الواضحة إرهاب المصريين واتفقت جماعة الإخوان مع قوى الشر لإعلان اعتصام رابعة، يتخلله إعلان حكومة موازية للحكومة المصرية، وتشكيل وزراء ومسؤولين فى رابعة، بمثابة دولة داخل الدولة.

وتابع: الفض كان بداية نجاح الجمهورية الجديدة وقد تم ذلك يوم 3/7 فى حين سقطت الجمهورية القديمة يوم 30/6 وفى رأيى أن الفض جاء متاخرا وحتى فتح الممرات الأمنة خرجت منه بعض العناصر الإرهابية الذين قاموا بعمليات إرهابية فيما بعد أضرت بالدولة  وكان يجب أن يتم القبض عليهم ولا يتم السماح لهم بالخروج من الاعتصام.

من جهته قال مختار نوح الباحث فى شئون الحركات الاسلامية إن اعتصام رابعة والنهضة كان خطة أوروبية لفرض نظام مواز للغرب عن طريق وجود دولتين موازيتين، بمعنى أن يكون هناك دولة متمردة وهو ما يسمح للمجتمع الدولى بالتدخل فى إدارتها حتى يتم تقسيمها والاعتصام فى رابعة كان وفق هذه الخطة.

وأضاف نوح: التدخل له رأس حربة من ضمنها بعض أفراد من يطلقون على أنفسهم معارضة وآخرين عناصر ليبرالية وفى رأيى الفض جاء فى وقت مناسب وتدخل الدولة للقضاء على خطة الغرب فى تقسيم مصر باستخدام ما يسمى العناصر الاسلامية وبعد فشل الخطة عاشت الدولة الموحدة بالنظام الجديد وأصبحت دولة جديدة وجمهورية جديدة.

وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد استاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشيوخ إن فض الاعتصام المسلح فى رابعة والنهضة كان نقطة فاصلة لنجاح 30 يونيو والاعتصام استمر حوالى  54 يوما فى حالة تصادم مع الدولة؛ لشل حركة الدولة عن طريق مجموعة سياسية تستخدم الإرهاب من أجل الضررالعام للدولة.

وأضاف: القيادة السياسية حصلت على تفويض شامل من الشعب يوم 26 يونيو وتفويض وزير الدفاع وقتها المشير عبدالفتاح السيسى لفض هذا الاعتصام، وبموافقة جميع المؤسسات المصرية الرئيسية والمنظمات التى شاركت فى خريطة الطريق أجمعت على ذلك.

وتابع: فض الاعتصام شهد سقوط 43 شهيدا من ضباط الشرطة فى رابعة وفى رأيى أن النتيجة كانت مهمة جدا ونقطة فاصلة فى عملية بناء مصر ورابعة لم تكن الحدث الوحيد ولكن كان هناك هجوم على مدينة الإنتاج الإعلامى وحصار المحكمة الدستورية العليا، أملا فى عدم  قانونية بعض القوانين واستخدام الشارع لمنع الدولة فى طريق البناء.

وقال اللواء فؤاد علام عضو المجلس الوطنى لمكافحة الإرهاب أن فض الاعتصام هو الانسب وتوفيق من الله والخسائر مقبولة جدا، مشيرا إلى أن الإخوان كانوا مخبئين سلاحا فى العمارات المجاورة والصدام المسلح كانت ستكون نتائجه غير مرضية لكل الأطراف، لافتا إلى أن الدولة قامت بعمل ممرات امنة لتشجيع المعتصمين السلميين على الخروج بأمان ولكن قام عناصر من الإخوان قاموا باطلاق الأعيرة النارية عليهم مما أدى إلى وقوع ضحايا.

وأشار إلى أن اعتصام رابعة كان الهدف منه جعل دولة مسلحة داخل الدولة يلوون به ذراع الجيش الذى هب يحمى الشعب فى ثورته العظيمة فى 30 يونيو، وكان الاعتصام بمثابة ايقونة الخراب والدمار لمصر مالم تتم الاستجابة لمطالب العصابة الإخوانية بعودة الشرعية المزعومة.

وأضاف مصر اكتسبت الرأى العام العالمى وهو ما ساهم فى بناء الجمهورية الجديدة، وفى رأيى كانت المشروعات ضرورية جدًا، وكل هذا من نتائج النجاح فى القضاء على التجمع المسلح فى الرابعة والنهضة، مشيرًا إلى أن الإخوان ليس لهم تواجد فى مصر ولن يعودوا مرة أخرى.

إرهاب من رحـم الجماعة

كتب - محمود محرم

تطورت حركات العنف والإرهاب الإخوانى بعد فض الاعتصام الإرهابى لتخرج لنا حركات إرهابية مثل حسم ولواء الثورة والتى اعترف عناصرها بأنهم من شباب جماعة الإخوان حيث أعلنت الحركتان مسئوليتهما عن عدد كبير من العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر.

ولم يقتصر الإرهاب الإخوانى على ذلك فقط بل خرجت حركات إرهابية أخرى من رحم الجماعة بعد فض اعتصام رابعة مثل  كتائب الفرقان، وكتائب أنصار الشريعة فى أرض الكنانة، وأجناد مصر، ومجموعة الظواهرى، وحركة مجهولون، وحركة العقاب الثورى، وحركة ولع، وحركة حسم، وحركة لواء الثورة، وحركة المقاومة الشعبية، وحركة إعدام، ولجان العمليات النوعية، وكتائب حلوان.

وعقب العملية التى قامت بها الدولة المصرية لفض اعتصامى رابعة والنهضة، ارتكبت جماعة الإخوان عددًا من العمليات الإرهابية والتى سقط ضحيتها كثير من رجال الشرطة والمدنيين، منها ما وقع فى نفس يوم فض الاعتصام، ومنها ما وقع بعدها بساعات أو أيام قليلة، ومن قبلها ما وقع مع بداية الاعتصام فى رابعة والنهضة منذ يوليو 2013.

■  اقتحام قسم كرداسة.. وقعت أحداث قضية «مذبحة كرداسة» يوم 14 أغسطس عام 2013 بالتزامن مع فض اعتصامى جماعة الإخوان بميدانى رابعة العدوية والنهضة، بعدما اقتحمت الجماعة الإرهابية مركز شرطة كرداسة، ما أسفر عن قتل مأمور القسم ونائبه ونحو 12 ضابطًا وفرد شرطة وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة.

■ أحداث العدوة.. وهى أحداث وتظاهرات شهدتها مدينة العدوة بمحافظة المنيا، وقتل رقيب شرطة، واقتحام الإدارة الزراعية، والوحدة البيطرية، والسجل المدنى بالمدينة.

■  اقتحام قسم مطاى.. وقعت أحداثها أيضا بالتزامن مع فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث أدت أعمال العنف بمطاى بمحافظة المنيا واقتحام قسم الشرطة بها لقتل نائب المأمور العميد مصطفى العطار واتهم فى الأحداث 396 إخوانيًا.

■ أحداث العنف فى مغاغة.. شهدت الأحداث حرق وتدمير منشآت حكومية، وبعض أقسام الشرطة، والمحاكم، ودور العبادة المسيحية، وبعض المحلات التجارية الخاصة.

تقرير تقصى الحقائق: اعتصام رابعة لم يكن سلميًا وشكل تهديدًا حقيقيًا للأرواح

كتبت - أمانى حسين

رصدت تقارير رسمية بعد فض اعتصام رابعة عدة انتهاكات حقوقية مارستها الجماعة الإرهابية فى تلك الأحداث، منها حالات القتل والتعذيب واستخدام الأسلحة النارية واستغلال الأطفال فى مظاهراتهم ومسيراتهم، مما يعد انتهاكا واضحا للعهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية وكذلك الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان وبعض القوانين المصرية.

ورصدت لجنة تقصى الحقائق المشكلة من قبل المجلس القومى لحقوق الإنسان خلال تقريرها عن الأحداث 33 حالة قتل بسبب التعرض الى تعذيب شديد أودى بحياتهم بحسب تقرير مصلحة الطب الشرعى، وهو الأمر الذى يعد انتهاكا صارخا للحق فى الحياة المحمى بموجب العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية، وكذلك فعلا مجرما بموجب أحكام قانون العقوبات المصرى، كما تعرض بعض المواطنين لحالات تعذيب واستعمال قسوة، حيث كان يتم اقتيادهم الى أماكن غير معلومة داخل الاعتصام، يتم بداخلها التحقيق معهم للشك فى علاقتهما بأجهزة الأمن أو كونهم مدفوعين من قبلها، وهو يعد انتهاكا صارخا للحق فى السلامة الجسدية وحق الانسان فى عدم التعرض للتعذيب.

وأكد التقرير على استخدام الجماعة الإرهابية الأطفال فى الصراع السياسى مع معارضيهم، حيث قاموا بالحشد الجبرى للأطفال، وهو ما يعد انتهاكا صريحا لأحكام الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل، كما وثقت اللجنة بوجود أعداد من الأسلحة بحوزة بعض المدنيين داخل الاعتصام، وذلك ينفى عن الاعتصام صفة السلمية، كما أنه يشكل تهديدا خطيرا لأرواح المعتصمين السلميين الذين لم يعلموا بوجود أسلحة وذخائر داخل الاعتصام، ويمثل انتهاكا لحق التجمع السلمى، واستخدام تلك الاسلحة ضد قوات الأمن المكلفة بتنفيذ قرار فض الاعتصام، واتخذوا مواضع لاطلاق النيران من بين المعتصمين السلميين، بأن صنعوا منهم دروعا بشرية وهدفا مباشرا لنيران قوات الأمن.

وفى نفس السياق، أكد تقرير اللجنة المشكلة برقم 698 لسنة 2013 فى 21 ديسمبر 2013 من قبل المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية سابقا، تحت مسمى اللجنة القومية مستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصى الحقائق التى واكبت ثورة 30 يونيو 2013 وما أعقبها من أحداث، وتوثيقها، أن التجمع بدأ فى مظهر سلمى إلا أنه لم يكن سلميًا قبل أو أثناء الفض، وتم ضبط 51 سلاحا ناريا مختلف العيارات، بالإضافة إلى نبال وكريات حديدية وغيرها من الأدوات والمواد التى استخدمت فى الاشتباكات، بجانب 108 محاضر للتضرر من ممارسات المتجمعين بميدان رابعة.