الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم الثلاثاء

يوم الثلاثاء

المتابع لشبكات التواصل الاجتماعى وتعليقات المستخدمين يجد أن الكثير من التعليقات الساخرة هى من نصيب يوم الثلاثاء حيث يتركز أغلبها حول أنه يوم لا فائدة منه، فالجمعة والسبت أيام عطلة والأحد أيضا فى بعض الأعمال ثم إن الاثنين هو بداية الأسبوع فى العديد من دول العالم ويوم الأربعاء يبشر بنهاية الأسبوع حتى يأتى يوم الخميس والذى يعتبر النهاية الفعلية للأسبوع مع ما يثيره فى النفس من مشاعر التفاؤل والشوق إلى الإجازة والراحة.



لتلك التفسيرات وربما يوجد أكثر منها، السبب فى الضجر من قدوم يوم الثلاثاء، وببعض البحث عما قد يعنى هذا اليوم وجدت حديثا أخرجه الإمام مسلم فى «صحيحه» (2789) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِى فَقَالَ: «خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِى آخِرِ الْخَلْقِ، فِى آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ».

ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «وخلق المكروه يوم الثلاثاء»: أى جنس ما يكرهه الإنسان، وهو ما يجعل البعض يؤجل الأعمال الهامة كالسفر أو أى أمر مهم آخر إلى يوم بخلاف يوم الثلاثاء وهو ما يخالف الأمر النبوى بالنهى عن التطير وذلك بنص الحديث الذى رواه البخارى (5316) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ»..

والحقيقة أنه بالبحث عن الحديث الأول الذى يذكر يوم الثلاثاء بانه يوم خلق المكروه، وجدت اختلافا كبيرا بين العلماء بين تضعيفه لعلل فى متنه وإسناده أو لمخالفته للقرآن الكريم فيما ذكر فيه من عدد أيام خلق الله للسماوات والأرض ومنهم الإمام البخارى نفسه وبين آراء أخرى ترى بإنه حديث صحيح ومنها الإمام مسلم وابن العربى والألبانى وآخرون.

والخلاصة أنه فى حالة الإقرار بصحة الحديث أو تضعيفه فإن التطير منهى عنه فى جميع الأحوال فكلها أيام الله ولا علاقة للأيام والمخلوقات بأقدار الله الذى يستحق أن يعبد فى كل وقت وكل حين.