الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تلت التلاتة كام؟

تلت التلاتة كام؟

أتذكر سماع هذه المقولة فى الطفولة، ربما قبل أن نتعلم القسمة فى حصص الحساب، لم نكن نعرف معناها ولذا سألنا من هم أكبر منا سنا فجاءت اجاباتهم أن تلك العبارة مرتبطة بعدم القدرة على الكلام او الإجابة، كنا نستخدمها للدلالة على الحديث مع شخص لا يستطيع جوابا، ربما من شدة الاحراج او الخوف والرهبة.



بعد ذلك وفى لحظة صفاء رياضى لا تتكرر كثيرا فكرت فى ناتج تلك العملية الحسابية فوجدت ان الإجابة بسهولة هى «واحد»، تركت الإجابة جانبا وعدت الى استخدام العبارة فى المواقف السابق الإشارة اليها.

بعد فترة وجدت استخدامات أخرى للعبارة، فى حالات أن تترك لأحد الحبل على الغارب ليفعل ما يشاء ثم فى لحظات العتاب تبادره قائلا: «عمرى ما سألتك تلت التلاتة كام»، أو فى الإشارة الى قيام شخص قوى بفعل ما يشاء دون أن يجرؤ أحد على أن يسأله «تلت التلاتة كام».

ربما تعود العبارة الى سهولة النتيجة الحسابية، فالإجابة هى واحد صحيح و ليس رقما صعبا أو كبيرا أو يحتوى على كسور عشرية، فما اسهل أن تقول «واحد».

عاد الذهن الى التفكير التافه فتساءلت لماذا لا نقول نص الاثنين او ربع الأربعة او خمس الخمسة ، لم اجد اى إجابة على الرغم من ان كل تلك العمليات الحسابية تؤدى الى نفس النتيجة.

عبارة أخرى تعبر عن نفس المعنى أن تقول مثلا: «مقدرش يقول بم»، اعتقد أيضا أن السبب ببساطة أن كلمة «بم» هى كلمة قصيرة وسهلة النطق ولا تحتاج الى اى مجهود ومن لا يستطيع نطقها إما خائف او محرج.

والحقيقة أن الصمت احراج افضل كثيرا من المجادلة أو الحديث بلا وجه حق وبصفة عامة فالصمت يجب ان يكون هو الأساس ويكون الكلام بالحق فقط فالحديث النبوى الشريف يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، كما قال ايضا امير المؤمنين عمر بن الخطاب: « ما ندمت على سكوتى مرة، لكننى ندمت على الكلام مرارا».