عزاءات الفلاسفة
فى عام 2000 صدر كتاب مهم بعنوان «عزاءات الفلاسفة» للكاتب والفيلسوف الانجليزى آلان دو بوتون المولود عام 1969 والذى أصدر أيضًا فى 2004 أحد الكتب المهمة والشهيرة بعنوان «قلق السعى إلى المكانة», والذى يتحدث فيه عن أسباب بحثنا عن حب الناس وتقديرهم لنا ووضعهم لنا فى مكانة متميزة, حيث يحاول فى هذا الكتاب وضع مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب للسيطرة على مخاوف البشر تجاه مكانتهم لدى الآخرين.
كتاب عزاءات الفلاسفة يستعرض الطرق التى نستطيع من خلالها الاستفادة بتعاليم الفلاسفة الكبار أمثال «سقراط وسينيكا وشوبنهاور ونيتشه ومونتين» لتعيننا على حل المشاكل اليومية التى نتعرض لها، أى كيف يمكن الاستفادة من الفلسفة لتحسين حياتنا وأن تكون الفلسفة مصدرًا للتخفيف من الألم والمعاناة, وذلك من خلال تقديم بعض النصائح العملية.
يستعرض الكتاب «العزاءات» بصورة مرتبة, حيث يشمل العزاء بشأن مخالفة الآراء السائدة والعزاء بشأن الافتقار إلى المال والعزاء بشأن الإحباط والعزاء بشأن العجز وانكسارات القلب والمصاعب, وفى كل من تلك العزاءات الستة نجد الكثير من القصص الشيقة حول أسلوب تعامل الفلاسفة معها وكيف تغلبوا عليها من خلال المواقف التى مروا بها ومن خلال التفكير فيها والوصول إلى حكمة تركوها للأجيال التالية.
الكتاب شيق وتقع ترجمته العربية فى 316 صفحة، قد تشوبه بعض الإطالة فى عدة مواضع ولكنه فى المجمل يحتوى على خلاصة أفكار هؤلاء الفلاسفة, حيث يمكن اعتباره أيضًا وسيلة للعلاجات النفسية من تلك المخاوف، فالفيلسوف الألمانى نيتشه يقول «لا ينبغى أن نشعر بالإحراج بسبب بلاءاتنا، إذ عبر إخفاقاتنا فحسب سينمو كل ما هو جميل».
يقول أيضًا الفيلسوف الألمانى شوبنهاور:«ما يسبب التعاسة هو السعى وراء السعادة فافتراض أكيد إننا سنجدها فى الحياة، سيكتسب الشباب الكثير لو تمكنوا من تخليص أذهانهم من الفكرة الخاطئة بأن لدى العالم صفقة عظيمة سيعرضها علينا».
ينتهى الكتاب بعبارة عبقرية تقول «لا يكون كل ما يشعرنا بالتحسن جيدًا لنا بالضرورة كما لا يكون كل ما يؤذينا سيئًا».
