الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزاليوسف مصدرا لتوثيق فعاليات

سنة 90 «لمحات من أيام حياتنا»

اختار الكاتب الشاب «معتز نادى» سنة ميلاده 1990 لتكون منطلق بحثه بكتابة الجديد، معتمدا على الأرشيف الصحفى بالصحافة المصرية، سنة 90 ثرية جدا وتعد سنة مفصلية شكلت ملامح وسمات العديد من الفعاليات بكل المجالات الثقافية السينمائية والمسرحية والغنائية والدرامية والرياضية والسياسية، ولأنه يملك عقلية نقدية فلم يكتف بمجرد الرصد والتوثيق بل لأن الحاضر لم يقنعنه أنه الأفضل أو أنه امتداد طبيعى للماضى، لذا عقد مقارنات بين ما حدث سنة 90 فيما يخص الفعاليات بمجالاتها، وما نعيشه اليوم، وما نستشرفه للقادم فى حالة ثبات الحاضر. فوجد إشكاليات لازالت مستمرة وكأن الزمن ساهم فى تجمدها ولم يمسها تطوير. وفعاليات أخرى كانت بالماضى أفضل بكثير من الحاضر، وكشف الستار عن مفآجات كثيرة لم نعرفها من قبل، وقدم مقترحات لبعض الفعاليات التى فقدت إيجابياتها.



بكتابه «سنة 90» - الصادر عن دار «ريشة» للنشر والتوزيع2022، رصد 30 حدثا وفعالية  مصحوبا بالنص الأرشيفى الصحفى. استند على 37 مصدرا أرشيفيا صحفيا تصدرنا نحن مؤسسة روز اليوسف نصف المصادر الداعمة، بالإضافة لصحف أخرى مثل الأهرام، الأخبار، الفجر، الجمهورية، الوفد، مايو.. وغيرها.. اختارنا بعضا من فعاليات سنة 90…

 

استفتاء الجمهور لجوائز السينما

 

اليوم ينشغل الجمهور بفساتين النجمات بمهرجانات السينما أكثر من اهتمامه بالأفلام، كشف تقرير صحفى أن الجمهور شارك بالتصويت والاستفتاء على جوائز مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 14، وانقاذ للدورة تم شراء آلات عرض جديدة، بعد أن تسببت الآلات القديمة فى إتلاف نسخ أفلام، ناقش التقرير مشكلات صناعة السينما، وقلة دور العرض، وأسعار تذاكر، ولم يوضح  التقرير ما هى آليات تصويت الجمهور لأفلام المهرجان، هل مثلا كان يقاس بإيرادات الأفلام؟ وهذا يشير إلى أن عروض المهرجان كانت متواجدة بقاعات السينما خارج نطاق الأوبرا. 

 رئيس المهرجان المؤلف المسرحى وكاتب السيناريو سعد الدين وهبة، شاركت 52 دولة قدموا 199 فيلمًا، وكانت أمريكا أكبر عدد أفلام بـ 33 فيلما، فيلم «إسكندرية كمان وكمان» للمخرج يوسف شاهين حصد ثلاث جوائز: أحسن فيلم، أحسن ممثلة يسرا، وأحسن تصوير رمسيس مرزوق.

فيلم «كابوريا» أحمد زكى أفضل ممثل. والمخرج نادر جلال أفضل مخرج عن فيلم «جزيرة الشيطان»، والموسيقار ياسر عبد الرحمن أحسن موسيقى تصويرية عن فيلم «الإمبراطور». وعاصم توفيق أحسن سيناريو لفيلم «سوبر ماركت». كما تضمنت الاحتفالية تكريم كل من: الكاتب إحسان عبدالقدوس والكاتب الإيطالى «البرتو مورافيا»، والممثل عمر الشريف، وجائزة جيل الرواد للفنان الكبير «يحيى شاهين»، تلك الجائزة الغير متواجدة الآن فى مهرجانات السينما.

قدم الكاتب «معتز نادى» مقترحًا من شأنه استعادة الدور الإيجابى للجمهور فى الاستفتاء، بدلا من الاتهامات الدائمة للجان التحكيم، مثل: أن يكون للمهرجان منصة خاصة لمتابعة الفعاليات ومواعيدها، ان يتم التصويت الكترونيا، وتصبح فعاليات المهرجان على التلفون تمشيا فى آليات عالمنا المعاصر.

 

الخروج على النص

 

الارتجال بالعروض المسرحية والخروج على النص البعض يتقبله ويضحك ويصفق، والبعض يرفضه حين يكون محمل بالإسقاطات والإيحاءات والألفاظ النابية. تحدث الممثلون والمخرجون عن آرائهم فى الخروج على النص، المخرج المسرحى عبد الغفار عودة: «إنها ظاهرة مؤسفة وسبب فى انهيار المسرح بمصر، والممثل يعطى لنفسه حقوقا ليست من خصائصه، ضرب عرض الحائط بالمؤلف والمخرج»، مدير المسرح الكوميدى المخرج والممثل السيد راضى: «إن الخروج على النص ظاهرة صحية، ولكن للمسرح احترامه، وعلى الممثل أن يلتزم ولا يخرج من نفسه الخروج يجب أن يكون موضوعيا ودقيقا من داخل الدراما».

بينما يتقارب فى الرأى كل من يونس شلبى ونجاح الموجى أن الخروج على النص أساسى وضرورى فى حدود إطار الشخصية.

أما من جهة مدير الرقابة: «فإن رقابة المسرح صعبة للغاية، والغالبية العظمى من الممثلين ملتزمون وقلة منهم لا تلتزم، هذه القلة تأخذ المساحة الأكبر من الأضواء. وتصدت الرقابة لمسرحية «ملك الشحاتين» لخروج الممثلين عن الآداب العامة ورغم أن العرض يحقق فى الليلة 12 ألف جنيه إلا أنه تم إلغاء العرض نهائيا، ومسرحية «أربعة غجر والخامس جدع» تم منع أغنية كاملة بها إسفاف فى اللفظ والأداء، ومنع مؤدى الأغنية من دخول المسرح».

والأغرب سنة 90 أن عقوبة الخروج على النص قيمتها 50 جنيها، وإذا الخروج يمس الآداب العامة يحاكم الممثل والمنتج ومدير المكان بمقتضى قانون العقوبات تصل إلى الحبس 3 سنوات. فهل العقوبة لا زالت بنفس القيمة اليوم؟

 

حكاية الراية البيضا

 

بعد 35 عاما لا زال يحظى مسلسل «الراية البيضا» بمشاهدة وإعجاب الأجيال الجديدة. «من سرق فضة المعداوي؟» تحقيق صحفى بدأ بهذا السؤال وانتهى بنفس السؤال، وكتب تلميحا من قبل الصحفية: إنه لم يكتب بتتر المسلسل قصة وسيناريو وحوار أسامة أنور عكاشة بل كتب (أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل يقدمان روايتهما الجديدة...).

أعلن المؤلف الشاب مصطفى إسماعيل أن المسلسل مأخوذ عن فكرة كتبها بعنوان (مصر الجديدة... واحد) عام 84، وأنه يملك موافقة مكتوبة من رقابة التلفزيون بتحويلها إلى مسلسل ولديه ملخص الحلقات، أنه كان قد سلم المخرج محمد فاضل نسخة من الحلقات. وأخبره أنه سوف يتعاون مع عكاشة فى كتابة الحلقات. رفض مصطفى وجود عكاشة كما رفض أن تكون شركة إنتاج عربية، ويتساءل: هل يصل توارد الخواطر إلى حد التطابق فى الأحداث والوقائع؟

ولاحظ الكاتب «معتز نادى» أن مصطفى إسماعيل منح مساحة كبيرة بالحديث المنشور، بينما رد كل من محمد فاضل وعكاشة عبر الهاتف فقط واعتبره شخصا يسعى للشهرة وأنه مجرد نكرة وان الموضوع كله دون مستوى التعليق، وبعد تراشق واتهامات متبادلة بين الأطراف، لم يثبت هل هذا ادعاء كاذب أم توارد خواطر. ومن جانب مسئولة الرقابة صرحت: «إن عكاشة لم يتقدم للرقابة التلفزيون المصرى بحلقات الراية البيضاء لكنه قدمها إلى إحدى شركات الإنتاج التلفزيونى العربية».

وبتحقيق آخر طريف أن بالحلقة الثالثة من المسلسل ظهرت الممثلة الكبيرة سناء جميل تبيع السمك وخلفها رقم تليفون 803629، وبالمصادفة هو رقم منزل السيدة «محبات إبراهيم خليل» من الإسكندرية وحياتها الخاصة بعيدة تماما عن شخصية فضة المعداوي. تسببت هذه الصدفة أن السيدة كانت تتلقى تليفونات يوميا ومضايقات ومعاكسات يطلبوا منها تحكى لهم أحداث الحلقات القادمة، وعوض بشراء الفيلا وطلبات بإرسال كميات من الأسماك. وأصبحت شهرتها «فضة الإسكندرانية».

 

مطربو الورقة  

 

المطرب الشعبى محمد العزبى تحدث عن ظاهرة تراجع المطربين الشعبيين وان المطربين الجدد يقلدون الغرب، واللون الشعبى صعب يهرب منه الجدد هو لون صعب المقامات ولا يؤديها إلا مطرب متمكن. وإنه يرفض بيع صوته إلى «منتجى الكاسيت»، ولا بد من استمرار حفلات التلفزيون، وسخر من المطربين الذين يقفون للغناء ويقرأون الأغانى من الورقة.

صنف «العزبي» المطربين الشبان إلى ثلاثة، الأول تحت اسم المطربين: محمد الحلو، على الحجار، مدحت صالح، محمد ثروت، أحمد إبراهيم، والثانى مطربو الأغنية الخفيفة: محمد فؤاد، علاء عبد الخالق، عمرو دياب وهذا اللون مطلوب وهو لون جيد. الثالث مطربو الأغانى الهابطة ورفض ذكر أى اسم واكتفى بتصنيف أغانيهم أنها أغانى المخدرات وهذا اللون مرفوض.

وتساءل «معتز» ماذا لو كان محمد العزبى موجودا فى ايامنا وسمع اغانى المهرجانات ورآها وهى تتخطى الملايين وتحقق أرقاما خيالية.

 

10 جنيهات عقوبة تزوير الكتاب

 

لن تجدى أساليب التصدى لقرصنة الكتب إلى بترها نهائيا إلى اليوم بسبب ضعف بمواد العقوبات، وصعوبة اكتشاف التزوير فى ظل التطور التكنولوجي. نقاش بتقرير صحفى حول أزمة قرصنة الكتب من بين ما طرح: ارتفاع سعر الكتاب وأثره، ودور مباحث المصنفات التى لا تعمل إلا بعد البلاغ المقدم من المؤلف أو من دار النشر المالكة للمصنف. وعقوبة تزوير الكتاب بموجب القانون 345 لعام 1954 تتراوح قيمتها من 10 إلى 100 جنيه وتكرار التزوير بالمادة 47 عقوبتها السجن 3 شهور، وتزوير العلامة التجارية لأى مؤسسة أو دار نشر عقوبتها السجن خمس سنوات طبقا للمادة 206 مكرر من القانون، والمفارقة الرهيبة أن فى أمريكا عقوبة التزوير 250 ألف دولار!

 

أحلام عمرو دياب

 

الهضبة عمرو دياب عرف عنه أنه شحيح بالحوارات الصحفية بالظهور الإعلامى، إلا أن بحوار نادر سأله الصحفى ما هى الأحلام التى حققها عمر دياب دفعة واحدة عام 90؟ أجاب دياب: «حققت خلال العام الحالى كل الأحلام التى تمنيتها فنيا، ولكن وسائل الإعلام لم تلفت نظر الجمهور لما قدمته، فقد غنيت فى الاستاد، وقدمت استعراضا كبيرا بشاشات عرض ضخمة وليزر ودخان، ولم ينقصنى سوى الهبوط بطائرة فى الاستاد».

وعن حفلاته قال: «نجحت تلك الحفلات إلى حد أن جميع المطربين قلدونى بعدها. الشكل الفنى الذى قدمت به حفلات الاستاد جذب أكبر قدرا من الجماهير، ولا يشعرهم بالملل، وليس صحيحا أن عوامل الإبهار فى الحفلات الغنائية تشغل الجمهور عن صوت المغنى وأدائه، الجمهور جاء للاستماع إلى ولا مانع من إمتاعهم بوسائل الإبهار».

وعن اختياراته: «أنا أجرى اختبارات دقيقة على أى أغنية قبل ضمها لمجموعة غنائية من خلال تقديمها فى حفل عام أمام الجمهور والتعرف على رد فعلهم تجاهها». تلك الفلسفة التى لا زال يتبعها الهضبة. وعن مشواره ذكر: «أنا الوحيد الذى ظللت أغنى فى فنادق خمس نجوم لعامين متتاليين، مما يؤكد نجاحى لأن ذلك لم يحدث لمغن قبلى».

عن ابتعاده عن حفلات التلفزيون قال: «إنها نمطية ولا زالت أجهزة الصوت تفسد أصوات المطربين، والمسرح كلاسيكي يصطف العازفون فوقه بشكل تقليدى، ولا يمكننى المغامرة بصوتى واسمى فيها. قدمت حفلا تلفزيونيا واحدا وفشلت، وأنا دائما ابحث عن الجديد الذى لم يسبقنى أحد إليه فى غنائى، وأنا أول من قدم الموسيقى الحرة وموسيقى الراى، ثم قلدنى الكثيرون». 

 

الكينج ينسحب الحفلة

 

انسحب محمد منير من حفلة الاستاد ورفض الظهور على المسرح وأعلن أنه لن يغنى مع أحد فى أى حفلات قادمة، وأنه قادر على أن يشدو بصوته بمفرده دون مصاحبة زملاء من الفنانين أو الفنانات. برر الكينج قرار انسحابه حتى لا يفقد جمهوره، بسبب بعض المواقف التى يتعرض لها من جانب متعهدى الحفلات.

وبحواره ذكر الكينج: «لقد تم تعديل فقرتى الغنائية مع أحد المطربين الشبان دون موافقتى، وفوجئت بمتعهد الحفل يخص أحد المطربين الآخرين بالإعلانات المكثفة. وشعرت بأن مؤامرة مدبرة لمحاربتى علنيا، على الرغم من أنه ليس هناك أى عداوة بينى وبين هذا المطرب أو غيره».

وعن شكوته قال: «أعانى دائما من متعهدى الحفلات منذ أربع أو خمس سنوات من وضع اسمى فى الإعلانات بطريقة غير لائقة، وان كنت من أقدم المطربين الشباب على الساحة الفنية الآن. ومعظم من يغنون الآن (سنة 90) خصوصا فى الحفل الأخير، كانوا يغنون أغنياتى بالأمس القريب فى بداية حياتهم الفنية».

وفى ختام حواره وجه رسالة إلى جمهوره: «أنا واثق أن جمهورى لن يوافق على ما يضرنى ويضر اسم محمد منير، وإن كان اعتذارى لجمهورى هو أنه لن يشاهدنى إلا فى حفل أغنى فيه بمفردى، وهذا ردا على أعداء نجاحى».

 

الملحن سعيد صالح

 

نجم الكوميديا المتفرد سعيد صالح ملحنا، عن حكايته مع الموسيقى ذكر أنه تعلم الموسيقى على أيدى ملحنين من أصدقائه: فهمى أمان، عبدالوهاب البمبى كما تدرب على عزف العود وحفظ المقامات الموسيقية بالإحساس دون أى نوتة وتعلم من ألحان سيد درويش.

وعن الغناء قال: «الغناء أصبح أساسا فى أعمالى المسرحية وقد وقد لحنت أكثر من 350 عملا كتبها بيرم التونسى وأحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين، قدمت بعضها فى مسرحياتى، وعندى ما يكفى من الألحان لجميع المطربين، إذا أرادوا لمدة 15 سنة قادمة»، عن المسرح قال: «أنا ممثل صانع ألعاب ولست أنانيا، أقف بجوار زملائى وأعطيهم الإيفيهات المناسبة للعرض».