الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيوة.. واحة الغروب

سيوة.. واحة الغروب

من حُسن الطالع، أننى كتبت مقالى الأسبوع الماضى، عن مناطق الاستشفاء الطبيعية فى الواحات والوديان والصحارى بالمحافظات المصرية.. وكانت واحة سيوة يوم الخميس الماضى محور نشرات الأخبار والبرامج التليفزيونية بعد الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسى لمطروح وحديثه المُطول مع أهل سيوة وقبائل مطروح.



لكل محافظة فى مصر يوم عيد مرتبط بموقف تاريخى لأهل هذه المحافظة, وواحة سيوة تنظم احتفالًا سنويًا يبدأ نهاية شهر أكتوبر من كل عام ويسمى هذا الاحتفال بعيد الحصاد.

يتجمع أهالى الواحة خاصة من أهل الطرق الصوفية بمنطقة جبل الدكرور حيث حلقات الذكر والصلاة والدعاء إلى الله بأن تظل الواحة فى سلام وأمان وأن تكون مكانًا للسلام والراحة والسكينة وهذا الاحتفال يتوارثه الأجيال من أهل سيوة منذ ما يقرب من 150 عامًا.

عندما يكتمل القمر فى أكتوبر أو نوفمبر وأثناء حصاد البلح والزيتون يتجمع الصغير والكبير من الأهالى لكى يشكروا الله على ما وهبهم من نعم لا تعد ولا تحصى فى الواحة حتى المتخاصمون ومن بينها مشاكل وخلافات يتصالحون فى هذا اليوم وهذه المناسبة الروحية من كل عام.

من هنا تأتى البركة على المكان، وسنويًا يتزايد الزوار والمحبون وعشاق بلاد السحر والجمال والطبيعة الربانية التى لا مثيل لها فى العالم..يأتى المصريون والعرب وقبلهم معظم الجنسيات الأوروبية، ومن شرق آسيا لكى يدفنوا أرواحهم قبل أجسادهم فى رمال الواحة، التى تساعد  فى علاج أمراض الروماتيزم والروماتيد وآلام المفاصل وأمراض الرطوبة وأمراض أخرى معظمها تعالج عن طريق العيون الملحية وعيون الكبريتيك التى تعالج  الصدفية وأمراض الجهاز الهضمى والأمراض الروماتيزمية.

أثبتت الدراسات والأبحاث، أن الرمال الموجودة بجبل الدكرور، بمنطقة سيوة، تحتوى إشعاعات تساعد فى علاج مرض الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية ، حيث يأتى إلى هذا المكان عدد كبير من السائحين العرب والأجانب ومن المصريين للدفن فى الرمال  للاستشفاء فى يوليو وأغسطس من كل عام. 

السياحة العلاجية والبيئية مصدر مهم  يضاف إلى السياحة المصرية التى لا مثيل لها فى العالم، ويبحث عنها الملايين من البشر فى الشرق والغرب.. يستقر بهم المقام فى «واحة الغروب» إحدى أهم الروايات العربية للراحل الكبير بهاء طاهر الذى استطاع أن يكتب عن هذه المنطقة الرائعة، سيوة أرض السحر والجمال والهدوء وأرض الناس الطيبين.

من أجل هذه الميزات تعتبر واحة سيوة منتجعًا طبيعيًا للاستشفاء، ليس له بالفعل مثيل على وجه الكرة الأرضية، وقبلة لطالبى العلاج ، وقد اكتشف الأجداد العظام منذ آلاف السنين هذه المنطقة, وذهبوا إليها من أجل الراحة والسكينة والهدوء النفسى والجسدى.. سيوة أجمل واحة فى مصر، وتستحق ترويجًا يليق بها فى الأيام المقبلة بإذن الله..  تحيا مصر.