الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حمى التابلت

حمى التابلت

على الرغم من أن بداية ظهور التابلت تعود إلى عام 1968؛ فإن بدايات معرفة المستخدمين به تعود إلى بدايات الألفية الجديدة عندما قامت شركة مايكروسوفت بإصدار أول جهاز فى عام 2000 ثم يليها قيام شركة أبل بإصدار أول آى باد فى عام 2010 ثم يلى ذلك قيام عدد كبير من الشركات بإصدار أجهزة مماثلة.



فى البداية كان الاستخدام متجهًا نحو ما يقوم به الأطفال من أنشطة بسيطة مثل مشاهدة الفيديوهات أو بعض الألعاب الإلكترونية قبل أن يتطور الأمر ويصبح التابلت أحد أهم أدوات التعليم الحديث وفى الوقت نفسه اجتاحت حمى التابلت العالم كله فأصبح المستخدم العادى يرغب فى اقتنائه من أجل القيام بالمهام التى كان يقوم بها فى السابق من خلال الحواسب الآلية أو المحمولة Labtops خاصة بعد إمكانية دخول تلك الأجهزة على شبكة الإنترنت والارتباط بشبكات الهواتف المحمولة.

والآن وبعد مرور عقدين من الزمن يستطيع المراقب للوضع أن يكتشف بسهولة أن عدد حاملى تلك الأجهزة قد أخذ فى التناقص بصورة كبيرة، فمن النادر حاليًا أن تجد شخصًا يحمل التابلت والهاتف الذكى والحاسب المحمول فى الوقت نفسه، بل عاد الأمر إلى ثنائية الهاتف والحاسب النقالى فقط، أى النمط المعتاد نفسه فى نهايات القرن الماضى.

تعود الأسباب ببساطة إلى زيادة القدرات الحسابية والتخزينية وقدرات العرض المتاحة فى الهواتف المحمولة حاليًا ما يقلص كثيرًا الاحتياج إلى وجود التابلت كجهاز وسيط بين الحواسب والهواتف إلا فى بعض الحالات الخاصة أو لدواعى الدراسة لطلاب المدارس مثلًا. إحصاءات الإنتاج السنوى لتلك الأجهزة تشير إلى الأمر نفسه؛ فبعد أن جاءت ذروتها فى عام 2015 بإنتاج ما يزيد على 215 مليون جهاز وصل العدد السنوى عام 2020 إلى نحو 137 مليون جهاز ثم عاد للارتفاع مرة أخرى إلى 163 مليون جهاز هذا العام وهو ما يفسره البعض بوصول عدد الأجهزة إلى نقطة تشبع وهو تفسير لا أراه مكتملًا فالأمر له جوانب أخرى مختلفة منها كما سبق الإشارة أن الغرض من استخدام تلك الأجهزة قل كثيرًا بعد تطور أجهزة الهواتف الذكية من حيث قدراتها الفنية وحجم الشاشات كما أن تلك الأجهزة أغلى سعرًا من الهواتف وأقل فى الإمكانات الفنية من الحواسب المحمولة وكثيرة الأعطال مقارنة بها.

بعد افول تلك الحمى التى انتشرت بدون تفكير أعاد لنا هذا الأمر التفكير فى التقنيات والابتكارات الحديثة التى يقوم الكثيرون باقتنائها بدون تفكير وبدون احتياج حقيقى ومستدام اللهم من أجل الوجاهة التكنولوجية أو التقليد وهو ما يجب أن يتوقف ويكون الاحتياج والاستخدام الفعال هما المحركان الرئيسيان للمستهلك مع تلك السلع التكنولوجية ومع أى سلعة أخرى أيضًا.